لا يتعاطف الوسط الصحافي في مصر مع فنان يخوض معركة ضدّ إحدى الصحف إلا في ما ندر. والحكم الذي صدر أخيراً لمصلحة الفنانة هالة صدقي ضدّ صحيفة «النبأ» الأسبوعية، يندرج ضمن هذه الحالات النادرة حيث تتراجع الأصوات المطالبة بعدم الحكم على الصحافي بالحبس. وذلك لأن القضية لا تتعلّق بشؤون سياسية، ولا تندرج بالتالي في معركة الحريات التي أثارت الرأي العام أخيراً، بعد صدور حكم الحبس بحق خمسة رؤساء تحرير. فالصحافة الفنية لم تتعاطف مع «النبأ»، لأن القضية ببساطة فضائحية. بدأت القصة عندما نشر حاتم مهران، رئيس تحرير «النبأ» قبل مدة، صورة شبه عارية لهالة صدقي خلال تصوير أحد مشاهد فيلم «ما تيجي نرقص». وهالة لم تكن ترتدي الزي الرياضي في المشهد الراقص أثناء البروفات، فاكتفت بزيّ شفاف، كان فريسة كاميرا خفية، نقلت الصورة إلى الجريدة المصنّفة أولى ضمن الصحف الصفراء في مصر.
لكن صدقي التي خاضت الكثير من المعارك مع أهل الصحافة، بعد أزمة زواجها الأول، لم تلتزم الصمت كعادة باقي الفنانين، بل حرّكت دعوى قضائية، انتهى أول من أمس فصلها الأول، مع صدور قرار بحبس حاتم مهران لمدة عام ودفع غرامة قدرها عشرون ألف جنيه (نحو ثلاثة آلاف و600 دولار أميركي). وهو من الأحكام القليلة التي صدرت لمصلحة الفنانين ضد الصحف، علماً أنّ لمهران الحقّ بالاستئناف، على أمل الإفلات من الحبس والاكتفاء بدفع الغرامة.
يذكر أنّ ممدوح مهران، مؤسس «النبأ»، توفي في السجن حيث كان يقضي عقوبة الحبس بعدما اتهمت صحيفته بتزكية أحداث فتنة طائفية. لكن نجله واصل المشوار، فابتعد عن السياسة والدين، وتفرغ لفضائح أهل الفن. ويرى متابعون أن الحكم على مهران الابن، سيؤدي دوراً في تخفيف نشاط الصحف الصفراء في الفترة المقبلة.