أسباب عديدة أدت إلى عزوف الجمهور عن فيلم «أريد خلعاً» أثناء عرضه التجاري في الصالات المصرية قبل ثلاث سنوات... حتى إنّ شريط أشرف عبد الباقي، لم يصمد أكثر من أسبوعين في شباك التذاكر. لكن هذا لا يعني أن الفيلم رديء، بل إنّه طُرح في عيد الفطر، أي في توقيت غير مناسب، حيث كان الجمهور يبحث عن نوعية أخرى من الأفلام. يُعدّ «أريدُ خلعاً» عملاً تلفزيونياً بامتياز، تخلّى صنّاعه عن عوامل الجذب السينمائية، على رغم أن فكرته انطلقت من تقديم أول قضية خلع، حرّكتها زوجة مصرية بعد صدور القانون في مصر مباشرة عام 2000. وهو مضمون يختلف عن الفيلم الشهير «محامي خلع». لكن القضية نفسها لم تحظَ باهتمام صنّاع الفيلم: المخرج أحمد عواض الذي شارك في كتابة السيناريو، لم يُقنع الجمهور بأن العلاقة بين الزوجين وصلت إلى مرحلة تدفعها إلى الخلع. هكذا، وبعد مشادة حامية بينهما ومنعها من العمل، اتخذت الزوجة قرارها. وينتقل الفيلم بعدها إلى معالجة تأثير الخبر في حياة الزوج ونظرة المجتمع إليه، لكونه أول رجل مهدد بالخلع. كذلك بالنسبة إلى الممثلين، إذ تعاملوا مع الفيلم بخفة زائدة كأنه سهرة تلفزيونية. ولم تكن حلا شيحا مقنعة في دورها كزوجة لأشرف عبد الباقي، وخصوصاً أنها كانت تستعدّ في تلك الفترة للاعتزال. فيما غلبت النمطية على باقي الشخصيات: الجارة انتصار وزوجها المستسلم محمد شومان، العم الصعيدي سامي العدل الذي سيغضب من فعلة زوجة ابن شقيقه، قبل أن يُصاب بالخوف من تكرار القصة نفسها معه. أضف إلى ذلك أن محاولة تقديمه كنموذج مواز للفيلم الشهير «أريد حلاً» عبر اللعب على العنوان، وتكرار مشهد أمينة رزق مع فاتن حمامة، بحضور عبد المنعم مدبولي الذي يشكو لأشرف عبد الباقي من الخلع... كل ذلك لم يشعر الجمهور بجدية الطرح. وبات الحل في انتظار العرض التلفزيوني، علّه يعوض خسائر العرض السينمائي.
21:30 على «روتانا سينما»