خالد صاغية
«لا علاقة تنظيمية بين أفواج طرابلس وتيار المستقبل. لكن حركة التوحيد تابعة تسليحاً وتدريباً وتمويلاً لحزب الله». هذه خلاصة طلع بها أحد نوّاب «المستقبل» من أبناء طرابلس البارّين.
ليس واضحاً سبب تدخّل سعادة النائب للحديث عن مشاكل الأحياء الصغيرة، فهي لا تستحق أصلاً أن يعطيها بعضاً من تحليلاته. فالنائب المستقبلي مكلّف عادة بمتابعة القضايا الاستراتيجية من الحرب المحتملة على إيران، إلى نشر الديموقراطية في المنطقة، إلى القدرة على لحظ التفاصيل الخفيّة التي تربط بين خطاب للجنرال ميشال عون وسقوط قتيل من الجيش الأميركي في العراق. وأحياناً، كان سعادته ينتقل من الاستراتيجيا إلى القضايا الفكرية، فيشرح تفصيلاً عن اللغة الخشبية لليسار وأخواته.
محلّل استراتيجي من هذا الطراز كان عليه ألّا يقع في فخ التذاكي الرخيص، وخصوصاً أنّ اثنين من أبناء المدينة التي انتخبته قد سقطا ضحايا الأجواء المسمومة التي ساهم التيار الذي ينتمي إليه في نشرها.
لكن كيف لأحد أن يوجّه نقداً لسعادة النائب. فهو لم يخرج أصلاً من بيننا. إنّه قادم من مسرحية رحبانية. فقصّته، كما كتبها ذات مرّة في الصحيفة التي تحمل اسم تياره السياسي، هي قصّة بطل «جبال الصوان». كان النائب بكل تواضع يشرح لابنته الصغرى لماذا يسكن الآن بين جدران فندق.
مدلج على بوّابة الفينيسيا. الموت المجاني بدأ يضرب. أبعدوا مدلج عن شاشات التلفزيون.