كالعادة، لم يمرّ عمل يوسف شاهين الجديد بسلام. إذ أقدمت الرقابة المصرية، أول من أمس، على حذف بعض مشاهد فيلمه الجديد «هي فوضى» بعد عرضه الخاص بحجّة «التخفيف من مشاهد وجمل هي عبارة عن شتائم». وقال علي أبو شادي، رئيس الرقابة على المصنّفات الفنيّة في مصر ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، إنّ أبرز المشاهد المحذوفة تصوّر مشادة عنيفة بين ضابط شرطة (عمرو عبد الجليل) ووكيل النيابة (يوسف الشريف) «كي لا يظهر المشهد حساسية بين السلطتين التنفيذية والقضائية». وأوضح أبو شادي أنّ ما حذفته الرقابة لا يتعدى «دقائق»، ولم يخلّ الحذف برؤية الفيلم ورسالته.
وكانت دور العرض المصرية قد بدأت أول من أمس عرض «هي فوضى» الذي أخرجه شاهين مع خالد يوسف، ويروي قصة أمين شرطة فاسد، يتلقى رشى ويعذّب المحتجزين بسادية. وكالعادة لم يتخلَّ يوسف شاهين في شريطه الجديد عن النبرة النضالية والمرافعة ضد مختلف مظاهر الظلم والقمع والاستبداد. فهو يتناول هنا عدداً من القضايا الساخنة التي تشغل المجتمع المصري، كالفساد السياسي والاقتصادي والعنف البوليسي الذي سُلِّطت عليه الأضواء الكاشفة أخيراً بفضل أفلام الموبايل ومدوّنات الإنترنت. ويركّز على وسائل التعذيب الذي يمارس بحق السجناء والمعتقلين في مصر تحت جنح الصمت والظلام.
(الأخبار)