خالد صاغية
التقى أحد الزعماء اللبنانيّين أخيراً الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيّته كوندوليزا رايس. وقد اتّفق الطرفان على أنّ التدخّل الأجنبي يعيق التوافق بين اللبنانيّين المتّفقين في ما بينهم على كل الأمور الجوهريّة والتفصيليّة، بدءاً من سلاح المقاومة، مروراً بالسياسات الاقتصاديّة، وصولاً إلى الاستحقاق الرئاسي وتأليف حكومة جديدة.
لكنّ التدخّل الأجنبي في لبنان يدمّر كلّ هذه الإجماعات. لذلك، تركّز البحث على كيفيّة الحدّ من هذا التدخّل. وسعى الزعيم اللبناني إلى حثّ الأميركيّين على مزيد من التدخّل لوقف التدخّل الأجنبي.
الرئيس بوش وعد خيراً، وخصوصاً أنّه كان قد أجاز لأحد أجهزته الاستخباريّة، في قرار شهير، القيام بعمليات داخل الأراضي اللبنانية للحدّ من نفوذ القوى التي تتدخّل في الشؤون اللبنانية. ثلّة من المسؤولين الأميركيين كانت في انتظار انتهاء الاجتماع لتتوزّع مهمات التدخّل في لبنان. وهم يعرفون جيّداً من التجربة العراقية كم يمكن للتدخّل الأجنبي أن يكون مسيئاً، وأن يعيق تقدّم الحريّة في بلدان الشرق الأوسط. لذلك، وحفاظاً على الحرية وانتشار المشروع الديموقراطي، ستشهد الساحة اللبنانية مزيداً من التدخّل الأميركيّ، وخصوصاً أنّ الزعيم اللبناني أشار بوضوح إلى أنّه لن يدع تلك القوى التي تريد القضاء على الديموقراطية في لبنان أن تنجح.
ثمّة من سيتدخّل لإنقاذ الديموقراطيّة اللبنانيّة الزاهرة، ولإنقاذ الضالّين من بين اللبنانيّين. ليس هذا تدخّلاً أجنبياً. إنّه تدخّل من أهل البيت... الأبيض.