محمد عبد الرحمن
يوم أعلن الفنان حسن يوسف عودته إلى الساحة الفنية بعد اعتزال طويل، عدّها كثيرون مؤشراً واضحاً: الفنانون الذين اتجهوا إلى الالتزام، قرروا العودة وبقوة، معتمدين على عنصرين. أولاً، ظهور جيل جديد من الدعاة، حلّلوا الفن شرط تقديم قضايا محددة، وبأسلوب ـــــ نال الكثير من النقد ـــــ يفصل بين الرجال والنساء على الشاشة، ولا يسمح بظهور السيدات في ملابس غير محتشمة، حتى لو كان الدور يتطلب ذلك. أما العنصر الثاني، فهو اقتناع هؤلاء الفنانين بأن الجمهور بات قادراً على تقبّلهم في مسلسلات غير دينية، ما تزامن أيضاً مع انتقال الدعاة من المساجد إلى الفضائيات والحديث عن دور الإعلام والدراما في التعبير عن مبادئ الإسلام بشكل جذاب، يبتعد عن أسلوب الشيوخ التقليدي.
لكن عودة يوسف لم تُعِد إليه بريق نجومية الستينيات، وخصوصاً في الأعمال الاجتماعية الملتزمة، حتى أنّه امتنع عن تصوير مشهد عقد قران حتى لا يضع يده في يد الممثلة التي تقوم بدور الزوجة! وباستثناء مسلسل «إمام الدعاة» الذي اعتمد على الشعبية الطاغية للشيخ محمد متولي الشعراوي، لم يحقّق يوســــف نجاحـــــاً يشجّع زملاءه المعتزلين على العودة. بل إنّ غيابه طال نتيجة إصراره على تقديم شخصيات دينية عاشت في القرن العشرين لضمان ارتباط الناس بها، ما أدخله في صدام مع ورثة هؤلاء الشيوخ.
والأمر نفسه ينطبق على إيمان البحر درويش العائد هذا الموسم بعد غياب. إذ لم يحقق مسلسل «الإمام الشافعي» أي نجاح يذكر، وبالتالي يُستبعد أن تجذب الأضواء مزيداً من المعتزلين، بعدما اكتفى وجدي العربي ومجدي إمام بنشاطات إعلامية محدودة، والتزم محمد العربي ومحسن محي الدين بالاعتزال التام. أما سامح الصريطي، فهو الوحيد الذي التزم لفترة صحبة صديقه وجدي العربي، لكنه عاد إلى الأضواء تدريجاً في السنوات الأخيرة، حتى أنه يطلّ في أربعة مسلسلات هذا العام. لكنّ عودته لم تلفت الانتباه مثلما حدث مع عبير صبري وبسمة وهبي. والفارق طبعاً هو... الحجاب!