خالد صاغية
البداية طبعاً مع الحساء. يليها لحم الغنم المطيّب مع الخضار وعصير الحامض. يرافق ذلك لبن وسلطة البندورة والخيار. أمّا التحلية فتحتاج إلى البقلاوة وأقراص المعمول. إنّها لائحة الطعام الخاصّة بالإفطار الأخير الذي أقيم في البيت الأبيض.
رحّب الرئيس جورج بوش بالحضور، باسمه واسم عقيلته السيّدة لورا. ولم يفُتْه الإعراب عن سعادته لوجود ملايين المسلمين ممّن يحملون الجنسيّة الأميركيّة. وبسبب هذه العلاقة الحميمة بين بوش والإسلام، سمح الرئيس الأميركي لنفسه بأن يحدّد مَن هو المسلم.
فقد أعلن أنّ العالم في حالة حرب مع «المتطرّفين» الذين يريدون «وقف تقدّم الحرية في المجتمعات المسلمة». سيترك الرئيس لأجهزته تحديد هوية المتطرّفين (من بينهم طبعاً حسن نصر الله و... ميشال سماحة). أمّا مهمّته هو فالتأكيد لهذا الصنف من المسلمين «إنّكم لا تمثّلون الإسلام».
بعد تعريفه بالمسلم، انتقل بوش ليعرّف بـ«المواطن العادي» في «الشرق الأوسط الأكبر»؟ الولايات المتحدة الأميركية، وفقاً لرئيسها، تقف إلى جانب هذا المواطن الذي هو عراقيّ بواصفات معيّنة، وأفغانيّ بمواصفات معيّنة، ولبنانيّ «رفع لواء ثورة الأرز». يعرف الرئيس أنّه مقابل كلّ مواطن بهذه المواصفات، يقف مواطن آخر. على هذا الآخر أن يعرف من الآن فصاعداً أنّه ليس عادياً.
حين كان بوش يجدّد خلال الإفطار «الإيمان بعالميّة الحريّة»، كانت افتتاحيّة «النيويورك تايمز» تنعى القيم الأميركية وتتّهم الإدارة بممارسة التعذيب في سجون تمتدّ من العراق إلى غوانتانامو.