خالد صاغية
إنّه موسم البرغش. بعد زخّات المطر الأولى، يتكاثر البرغش.
يشعر رئيس الحكومة السيّد فؤاد السنيورة بـ«خيبة وفجيعة» بعد سماعه خطاب السيّد حسن نصر الله. لقد أفجعه مجرّد خطاب، هو الذي لم تفجعه حرب تمّوز نفسها. هو الذي لم تفجعه تظاهرات مشى فيها نصف الشعب اللبناني ليطالبه بالرحيل. هو الذي لم يفجعه جلوسه على رأس حكومة تخالف الميثاق الوطني. هو الذي لم يفجعه استنفار أبشع المشاعر الطائفيّة للحفاظ على كرسيّه. هو الذي لم يفجعه سوء أدائه في الحكم. هو الذي لم يفجعه إفقار الناس جرّاء سياساته الماليّة. هو الذي لم يفجعه تنامي التفاوت الاجتماعي. هو الذي لم يفجعه دعم أبطال حرب العراق له. هو الذي لم تفجعه الوصاية السوريّة في زمانها. ولم تفجعه الوصاية الأميركية المستجدّة. هو الذي لم يفجعه وقوف البلاد على حافّة الهاوية. هو الذي لم تفجعه ضيافة الشاي في مرجعيون. هو الذي لم يفجعه تدمير مخيّم وتشريد الآلاف من سكّانه. هو الذي لم يفجعه وقوفه شاهد زور على انهيار مؤسّسات الدولة. هو الذي لم يفجعه عجزه عن النظر في عيون جميع اللبنانيين، بكل طوائفهم وفئاتهم الاجتماعية، ليخاطبهم رئيساً لحكومة، لا مديراً لمصرف.
يشعر رئيس الحكومة السيّد فؤاد السنيورة بـ«خيبة وفجيعة» بعد سماعه خطاب السيّد حسن نصر الله.
إنّه موسم البرغش. بعد زخّات المطر الأولى، يتكاثر البرغش.