خالد صاغية
بات اللبنانيون يستمعون لاسم مسؤولين عن الأجهزة الأمنية كما لو أنّهم من أهل الدار. بات أمراً اعتيادياً أن ينشغل الرأي العام بآخر ابتكارات مسؤول جهاز أمنيّ ما. لا بل باتت أخبار فرع من فروع أحد الأجهزة الأمنية تشغل الصالونات. وبات اعتيادياً أن يدخل قائد أمنيّ ما في سجال مع أحزاب سياسيّة في البلاد، وأن يهدّدها بالقانون. وبات من البديهي أن يقال إنّ المسؤول الأمني الفلاني تابع لهذا التيار السياسي، فينصرف زعيمه لجمع تبرّعات أمنيّة للجهاز الأمني الخاضع لسيطرته.
لسنا هنا في عهد ما سُمّي ذات يوم النظام الأمني اللبناني السوري المشترك. إنّنا في عهد يدّعي أنّه انبعث من تظاهرات 14 آذار التي رفعت صور رموز ذاك «النظام الأمني»، داعية إلى محاكمتهم.
لسنا هنا في عهد ماريشالات تسلّطوا على البلاد بعد تحريرها من الغزاة. إنّنا في عهدة ضبّاط أدنى رتبة بكثير، لم يسبق لهم أن خدشوا أصابعهم في ساحات القتال.
لسنا هنا في عهد استنفار أمني لمواجهة أخطار محدقة بالبلاد. فأخطار الانفجارات والاغتيالات تفتك من دون أن يردّها أحد.
وبالمناسبة، ليس على اللبنانيّين توقّع أيّ تحسّن على هذا المستوى. فوزير الداخلية حسن عكيف السبع الذي عاد إلى وزارة الداخلية، رغم أحداث الأشرفية الشهيرة، لضرورات الأمن القومي، منصرف هذه الأيّام لتهديد الصحافة، ودائماً باسم دولة القانون والمؤسّسات. ألسنا في عهدة «رجل الدولة»؟