خالد الغربي
تُقام النصب والتماثيل تكريماً لمبدع ما أو زعيم وطني بعد رحيله، لكن عدنان سعد «أبو جهاد» خالف «العرف» العالمي وصنع تمثاله بيده ووضعه أمام منزله في محلة سينيق ـــــ المدخل الجنوبي لصيدا.
انتقى أبو جهاد (82 سنة) أو كما يسمونه «ساكن سينيق» ركناً في حديقة منزله، وعمل خمسة أشهر حتى صنع التمثال. واللافت أن أبا جهاد ليس نحاتاً لكنه «استنسخ نفسه» وبدا أنه يجيد استخدام تقنيات النحت والرسم.
بعفوية يتحدث أبو جهاد ويؤكد أنه لم يصنع هذا التمثال «من منطلق تكريم الذات، فأنا إنسان عادي وأعرف حدود نفسي جيداً، النصب مجرد فكرة تمكنت من تنفيذها، ربما أردت أن أترك أثراً للـ Family»، ويجزم أنه يفتخر بالنصب بل بالبندقية التي تزيّن صدر البيت وهي البندقية التي قاتل بها من أجل فلسطين بعد النكبة.
نصب أبو جهاد تم نحته على صخرة، والقاعدة مكسوة بالرخام على شكل هرمي، وترتفع متراً ونصف المتر ووزنها 70 كيلو، وقد خطّ عليها «ساكن سينيق»، تاريخ عائلته وبطاقة تعريف به، وفي زاوية من زوايا التمثال خط سعد «إن من أولادكم وأموالكم عدواً لكم فاحذروهم».
إلى جانب التمثال نثر أبو جهاد في حديقة المنزل أشياء من الماضي «لحفظ الذاكرة»، منها مضخة مياه قديمة. أبو جهاد لا يهتم إذا ما أُزيح النصب، فهو سعيد بأنه تمكّن من صنعه.