فاطمة داوود
المطرب اللبناني في كل مكان: يُعدّ لحفلات اليمن وكندا من بيروت، يصوّر أغنية «ونا ويّاك» في الدوحة. يضع من باريس اللمسات الأخيرة على ألبومه الجديد، وفي القاهرة يوقّع عقداً مع «ميلودي»... بعدما أعلن القطيعة مع «روتانا» وLBC
بعد تعثّر المفاوضات بينه وبين أكثر من شركة إنتاج، حسم راغب علامة موقفه، وصوّر أغنية «ونا ويّاك» (كلمات مصطفى محفوظ وألحان محمد العريفي)، استعداداً لطرحها عملاً منفرداً قبل أن يبصر ألبومه النور في عيد الأضحى.
في حديث إلى «الأخبار»، قبيل مغادرته بيروت متوجّهاً إلى باريس حيث يضع اللمسات الأخيرة على أغنيات الألبوم، أكد علامة أن اختياره قطر لتنفيذ الكليب الجديد يعود إلى بحثه عن أماكن جميلة تخدم السيناريو، «لذا صوّرنا في جزيرة اللؤلؤة التي تعتبر تحفة معماريــــــــــة. هكذا ظهرت في خلفية المشاهد الأبراج السكنية والشواطئ والنادي البحري. ويضيء العمل على نمط الحياة المتميز الذي تقدمه الجزيرة. والأهم هو الدعم اللوجستي والتسهيلات اللذان قدمتهما لنا دولة قطر. وهنا أود الإشارة إلى أنّ ما تشهده قطر، لا بدّ من أن يكون نموذجاً لكل الدول العربية. لقد تحوّلت الصحراء الى روضة خضراء، فيما لبنان يودّع غاباته وأحراجه ولا أحد يسأل».
لكن ما سبب اختياره للمخرج الفرنسي تييري فيرن الذي نفّذ عملين عربيين فقط مع كارول سماحة ثم مع كارول ومروان خوري، فيما كان متوقعاً أن يجدد راغب تعاونه مع وسام سميرة؟ «تعرّفت بفيرن منذ سنتين تقريباً، واطّلعت على الأعمال التي قدمها لفنانين أجانب. أُعجبتُ بها، واتفقتُ معه على قصة رومانسية تتركّز على حياة فنان يحضر الى بلد ما ليحيي حفلة غنائية، فيقع في غرام صبية فاتنة، ولا يلبث أن يكتشف أنها منظّمة الحفلة». ويضيف موضحاً: «لا تجوز المقارنة بين تييري ووسام، لأن كليهما يتميز ببصمات إخراجية خاصة، وقد أجدّد التعاون مع وسام مستقبلاً لتنفيذ أغنيات
جديدة».
لكن بعضهم ذهب أبعد من ذلك، وقال إن علامة حاول مغازلة قطر، علّها تفتح أمامه أبواب الاستثمار؟ لا ينكر ذلك، بل يعرب عن رغبة حقيقية في الاستثمار هناك، «ما دامت النهضة الكبيرة التي تشهدها البلاد تستحقّ المجازفة».

ألف لا للحصرية!

راغب علامة الذي اعتاد في السنوات الأخيرة إنتاج ألبوماته على نفقته الشخصية، ومن ثمّ بيعها إلى شركة الإنتاج، اتبع الخطوة عينها مع العمل الجديد. في الألبوم الذي لم يختر عنوانه بعد، يغني لعدد كبير من الشعراء والملحنين، بينهم: مصطفى محفوظ ومحمد العريفي ووليد سعد وخالد البكري ومحمد ضيا ومحمود خيامي. وقد نفّذ الفيديو كليب في انتظار توقيع العقد الإنتاجي مع شركة «ميلودي» قريباً، موضحاً أنّ الألبوم يشمل أغنيات باللهجتين اللبنانية والمصرية مع غلبة الثانية.
هنا نسأل علامة عن توقيع عقده مع «ميلودي»، بعدما تردد سابقاً أن العمل المرتقب سيكون من إنتاج «روتانا»؟ يجيب: «رجحت كفّة شروط «ميلودي» المصرية على باقي الشركات. وبعد مدّ وجزر طويلين، ورفض مستمر لمبدأ الاحتكار، ما زلتُ متمسكاً بمبادئي. وإن كان التوقيع مع «ميلودي» سيستبعد قناتي «روتانا» وLBC من حقوق العرض، فهذا ما أوافق عليه شخصياً، علماً بأن فضائيات أخرى تتمتع بالحقوق كافة، وفي مقدّمها mbc والفضائية المصرية وغيرهما، وأعترف بأن المفاوضات كانت تتوقّف دائماً عند مبدأ الاحتكار».
وإن كان راغب قد غاب تماماً عن برامج شهر رمضان الحوارية، فإنه يعزو ذلك إلى ضيق الوقت وتضارب المواعيد بين أسفاره وتصوير البرامج، معترفاً بأن «قناة 5 نجوم» مع هالة سرحان لم يستضفه ما دام هو خارج عباءة «روتانا»، ويصعب على المحطة أن تدعم مغنّين خارج سربها.
بعد أسبوعين، تبدأ جولة الـ«سوبرستار» الكندية مع المغنية هيفا وهبي التي لوحظت مشاركتها علامة العديد من الحفلات الغنائية الأخيرة. وكان هو طلب مشاركتها في برنامج
«تاراتاتا»، عازياً ذلك الى محبة الجمهور لهيفا أكثر من فنانات أخريات. أمّا جولته الأميركية فتبدو متعثّرة حتى الآن، بسبب العراقيل والصعوبات في الحصول على تأشيرات الدخول، وخصوصاً أنّ السلطات الأميركية تضيّق الخناق كثيراً على العرب منذ أحداث 11 أيلول (سبتمبر). ينتظر علامة بعد عيد الفطر مباشرة لقاء مميزاً سيجمعه مع الجمهور اليمني. وهذه ليست الزيارة الأولى إلى هناك هذا العام، إذ نفذ أخيراً إعلاناً لمصلحة شركة الاتصالات اليمنية.

تونس والاستحقاق الرئاسي

لا يبدو علامة مكترثاً للمشاكل التي رافقت مهرجان بنزرت التونسي الصيف المنصرم. وذلك بعدما ألغيت حفلته قبل أربع ساعات من العرض، بحجة أنه لم يبع سوى 25 بطاقة. فما كان من مديرة أعماله هناك، حسناء السويسي، إلا أن رفعت دعوى قضائية ضد الهيئة الإدارية للمهرجان، معتبرةً أنّ القرار أساء إلى صورة المطرب اللبناني. ويقول راغب: «ليست لي علاقة مباشرة بـ«بنزرت»، المشكلة محصورة بين متعهد المهرجان ووكيلة حفلاتي في تونس. المهرجان يعاني الفوضى، وقد أُلغيت خمس حفلات لمغنّين آخرين، أي لا تتعلّق المسألة بي وحدي».
أما على الصعيد الشخصي، فتظهر عليه ملامح التشاؤم نظراً إلى الظروف السيئة التي تعصف بلبنان على أبواب الاستحقاق الرئاسي: «صراحة، نحن نعيش فراغاً رئاسياً، فلماذا الخوف من انتهاء مدّة الرئيس؟»، مشدّداً على ضرورة تغيير النظام الطائفي ومحاكمة المسؤولين على أخطائهم، مهما علا كعبهم.