محمد عبد الرحمن
ما الذي فقده جمال سليمان في بورسعيد؟ هل أصابه الغرور، فلم يدرس جيداً تجربته المصرية الثانية؟ وهل توقّع أن يتفوق سعيد سيستم في «أولاد الليل» بسهولة على مندور أبو الدهب في «حدائق الشيطان»؟ هل يؤثر فشل المسلسل على انتشار الممثل السوري في هوليوود العرب؟
التصريحات التي أدلى بها جمال سليمان أخيراً ـــــــ مع حرصه الشديد على لقاء جميع الصحف المصرية بلا استثناء ــــــ كانت بمثابة اعتراف منه بتراجع مكانته الدرامية هذا الموسم. لهذا كان اعتذاره عن ندوات ومؤتمرات خاصة بالمسلسل، منطقياً: فالرد على أسئلة الصحافيين أهون من مواجهة الجمهور... جمال سليمان في «أولاد الليل» وقف وحيداً، متخلياً عن عناصر نجاح «حدائق الشيطان»، من دون أن يراعي مقولة: تألق عمل واحد غير كاف لقيادة السفينة منفرداً. لذا تراه بحاجة إلى مزيد من الخبرة داخل السوق المصرية حتى يكمل المشوار بنجاحلماذا فشل المسلسل؟ البداية من فترة الإعداد التي جاءت أقل من نصف ما حظي به «حدائق الشيطان»، حتى إن بعضهم توقّع خروج سليمان من سباق رمضان الحالي، علماً بأن مسلسله كان الوحيد، بين أعمال النجوم، الذي بدأ متأخراً. هو على كل حال، لم يجدد التعاون مع إسماعيل عبد الحافظ ومحمد صفاء عامر، مخرج «حدائق الشيطان» ومؤلفه. وهنا، لم يكن جمال مطالباً بتكرار التعاون مع الأسماء نفسها، لكنه اتّجه إلى أسماء جديدة: السورية رشا شربتجي التي تقتحم شوارع بورسعيد للمرة الأولى، والمؤلف محمد سليمان الذي كان خيار «سعيد سيستم» الأخير بعد اعتذار مؤلفين آخرين عن تحويل قصة ماهر جلو، المكتوبة أساساً لإحدى شخصيات مدينة اللاذقية.
هل يعني هذا أن النص الذي يضيء على مافيا الآثار وتهريب تحف العراق في سوق العرب البورسعيدية، لم يكن ملائماً، ويفتقر إلى التشويق؟ لا، ولكن العجلة في الكتابة والتنفيذ والبقاء في البلاتوه حتى منتصف رمضان، لم تجعل رشا شربتجي ومواطنها ينافسان حاتم علي و«الملك فاروق». أضف إلى ذلك حصرية العرض على محطة «أبو ظبي» غير المنتشرة بشكل كاف خارج الإمارات. أما جمهور سليمان في دمشق، فكان لديه خيار ثان مع مسلسله السوري «على حافة الهاوية». وعلى رغم أن ردّ سليمان على عدم إتقانه اللهجة بأنها ليست معياراً أساسياً للحكم على الممثل، جاء منطقياً، فإن الجمهور ليس مطالباً بأن يتخلى عن مقارنة أداء سعيد سيستم مع اللهجة البورسعيدية الأصيلة، خصوصاً أن ممثلين آخرين، في مقدمهم أحمد راتب، أجادوها. وفيما تمتلئ الحلقات الأخيرة بالعديد من المفاجآت، أبرزها مصرع «سعيد سيستم»، ينتظر سليمان إقبالاً على العمل عندما يعاد بثه على mbc. وبعدما اشترى شقة للإقامة في القاهرة، يعيش مرحلة إعادة حسابات، خصوصاً بعدما واجه فيلمه «ليلة واحدة» مصاعب إنتاجية أدت إلى إيقافه، وسط تعجب الكثيرين من خوض جمال هذه التجربة مع شركة مغمورة. وهو الذي بدأ مشواره في مصر في «حليم» مع أحمد زكي وشركة «غود نيوز» التي تعيد إليه بعض الاعتبار، إثر انضمامه إلى نجوم فيلمها الجديد «ليلة البيبي دول».
21:00 على «أبو ظبي»