على رغم الحساسية السياسية التي تحيط بموضوع حرب الشيشان في روسيا، ليس سوخوروف أول سينمائي روسي ينجز فيلماً عن هذه الحرب. في مهرجان «البندقية» الأخير، قدّم نيكيتا ميخائيلوف فيلماً بعنوان «12» اقتبسه من مسرحية سيدني لوميت الشهيرة «12 رجلاً غاضباً»، وجعل المتهم الذي تنظر في مصيره لجنة قضائية شعبية من 12 عضواً، شاباً شيشانياً يقتل والده بالتبنّي بعد أن يكتشف أنه كان ضابطاً روسياً شارك في الحرب الشيشانية.مخرج روسي آخر هو سيرغي بودروف أخرج فيلماً بعنوان «السجين القوقازي»، اقتبسه من قصة تولستوي الشهيرة التي تحمل العنوان نفسه، والتي تمجّد شجاعة القوقازيين وأنفتهم. ولاقى الفيلم نجاحاً شعبياً كبيراً في روسيا، على رغم إيحاءاته الواضحة التي تحيل على الحرب الشيشانية الحالية.
ألكسندر بالبانوف حقق نجاحاً شعبياً مماثلاً بفيلم من جزءين عنوانه «الأخ»، حاكه على منوال أفلام «رامبو» إذ إن بطله جندي روسي سابق في الشيشان، يعود إلى مسقط رأسه في سانت بطرسبورغ. هنا يصطدم بالبيروقراطية والفساد، فيتحوّل بطلاً متمرداً على غرار رديفه الأميركي الذي جسّده على الشاشة سيلفستر ستالون.
أما فاليري تودورفسكي، فقد قدّم فيلماً مشابهاً بعنوان «أخي غير الشقيق فرانكسنشتين»، يروي قصة الجندي الروسي «بافليك» الذي يعود إلى موسكو بعدما حارب أشهراً مطوّلة في الشيشان. لكنه لا يصبح مثل «رامبو» متمرّداً يتطلّع إلى تحقيق العدالة، بل سفاحاً دموياً يقضّ مضاجع المدينة.