strong> باسم الحكيم
في زمن الاستحقاق الرئاسي، تستعيد LBC بدءاً من الليلة محطّات من سير بعض رؤساء لبنان، بدءاً من نهاية سيطرة العثمانيين وانتهاءً بعهد الرئيس شارل حلو. وذلك من خلال سلسلة «ليلة القرار» للكاتب أنطوان غندور وإنتاج «فونيكس بيكتشر إنترناشيونال». تتوقف السلسلة عند الليلة الأصعب أو ليلة حسم في عهد رؤساء لبنان وقادته، منذ تأليف حكومة زحلة في عام 1918، مروراً بمرحلة الاستقلال، وتحديداً في ليلة الاستقالة، إذ تضيء على الدوافع والظروف التي دفعت بالرئيس بشارة الخوري إلى التنحّي عن الرئاسة في عام 1952. وترصد أصعب ليلة في حياة الرئيس كميل شمعون، يوم اضطر إلى الاستعانة بالأسطول السادس لقمع الثورة الشعبية عام 1958، ثم ليلة القرار في عهد الرئيسين فؤاد شهاب وشارل حلو.
يبدأ الكاتب أنطوان غندور أحداث الثلاثيّة الأولى بـ«جمهورية زحلة الثانية» بعد انسحاب الأتراك من بيروت، يوم سادت الفوضى في المناطق اللبنانيّة، وتحوّلت مدن البقاع تحديداً إلى بؤرة لقطّاع الطرق والسارقين، الأمر الذي اقتضى اجتماعاً عاجلاً لوجهاء المدينة لوضع حدّ للفلتان الأمني الطارئ، وتسليم الصحافي إسكندر رياشي صاحب «جريدة التائه»، قيادة «الحراس المساجين»، ثم تكليفه بتأليف حكومة مؤقّتة. وهنا بدأت حرب تعليق الأعلام ورفعها على سرايا زحلة، وسط أخبار عن دخول قوات الشريف فيصل العربيّة إلى بعض قرى البقاع. وما لبثت أن اجتمعت هذه الشخصيات مجدداً لتأليف حكومات أخرى، فتناوبت خلال أسبوع على زحلة حكومات عدة. وتغطي الثلاثيّة أيضاً، أحداثاً بارزة في تاريخ لبنان بين 1918 و1920، مع إعلان دولة لبنان الكبير وتسلّم شارل دبّاس رئاسة الدولة.
وتتوزع الأدوار الرئيسيّة للثلاثيّة الأولى بين كل من نبيل أبو مراد (في دور الكولونيل الفرنسي أرلابوس)، نقولا دانيال (في دور يوسف بك نمور)، بول سليمان (في دور الصحافي إسكندر رياشي)، روزي الخولي (في دور الراقصة بديعة مصابني)، إضافة إلى مجدي مشموشي، وفاديا عبّود، ونجلا الهاشم، وميشال خطار، وألان الزغبي، وعصام الأشقر ولوريت حنينو.
وكان المنتج إيلي معلوف، اتفق مع الكاتب أنطوان غندور على تأليف مجموعة ثلاثيات تتناول ليالي القرار في حياة جميع رؤساء لبنان وقادته، وبينهم حبيب باشا السعد، ألفرد نقّاش، شارل دبّاس، أيوب تابت وإميل إده. غير أن الرأي استقرّ في النهاية على أربع ثلاثيات، تتناول محطّات بارزة من حياة الرؤساء بشارة الخوري، وكميل شمعون، وفؤاد شهاب وشارل حلو. وقد أسندت مهمة الإخراج إلى شربل كامل في ثاني لقاء مع غندور بعد حلقات «صدفة» قبل ثلاث سنوات على شاشة تلفزيون «الجديد»، وفيها سلّط غندور الضوء على صدفة أدت دوراً مهمّاً في حياة مشاهير الفن والثقافة والأدب والشعر. وفيما اهتم إميل عضيمي بتصميم المقدمة التصويريّة والغرافيك، وضع جاد غانم موسيقى مناسبة لمشاهد الجنريك.
يشهد العمل الدرامي التوثيقي عودة الكاتب أنطوان غندور إلى الساحة الدراميّة، مستكملاً رحلة النجاح التي بدأها مع بدايات التلفزيون، وارتبطت أعماله بذاكرة الأجيال بينها «أخوت شناي» مع الراحل نبيه أبو الحسن عام 1973، «بربر آغا» مع أنطوان كرباج في مطلع الثمانينيات، «أربع مجانين وبس» (1982)، «كانت أيام» ، «شباب 73»، «دويك»، «القفورة»، «الصقيع»، «سقوط «زهرة البيلسان» وغيرها. وإذا كانت سلسلة «ليلة القرار» تشكل التعاون الأول بين الكاتب والمنتج، فإن المشوار بينهما سيستمر مع مجموعة من الأعمال التي أعدّ غندور نصوصها منذ سنوات، ومنها مسلسل «شقيّة وقويّة» الذي رشّح لبطولته الراحلة هند أبي اللمع.

21:45 على LBC