strong> باسم الحكيم
بأسرع مما كان متوقعاً، قرّر زاهي وهبي أن يعيد إحياء «خليك بالبيت». وكما استقبل «أحلى الناس» قبل عشرة أشهر بهدوء، ودّع جمهوره وضيوفه قبل رمضان، «من دون احتفاليات ولا رثاء»، على أساس أن البرنامج عائد في موعده بدءاً من الليلة. غير أن زاهي لم يتمكن من الابتعاد عن حبّه الأول. وها هو يطلّ من «البيت» مباشرة على القناة الفضائيّة مساء الثلاثاء، على أن تعرض الحلقات مساء الجمعة على المحطة الأرضية. لا شكّ أن وهبي كان يتخوّف من فشل محتمل في تجربة جديدة، يقاسمه تقديمها طلاب جامعيون. لذا حرص حتى في فترة مخاض برنامجه الثاني، على وضع احتمال وارد بعودة «خليك بالبيت» بعد عام أو عامين. وفي «أحلى الناس»، حافظ على هدوئه، فيما كان البرنامج يحتاج إلى مرونة أكبر من مقدّمه. لكنه نجح في تسليط الضوء على ضيوف مختلفين عن أولئك الذين أطلّوا معه على امتداد أكثر من 500 حلقة في «خليك بالبيت». خصص هُنا مساحة أكبر للمواهب والتجارب الشابة من هند صبري، إلى عمّار شلق، وندى أبو فرحات، وطوني بارود ويوري مرقدي من دون أن يغيّب المخضرمين. ويرى أنه «أعطى فرصة لعشرات الطلاب الجامعيين، حتى يتعرّفوا عن كثب بكيفية صناعة برنامج تلفزيوني». ومع ذلك، يجد في عبارة «هذا البرنامج موسمي وليس معمّراً»، حجّة مناسبة لتبرير العودة إلى قديمه. كلّ ذلك من دون أن يغيب عن باله أن يحفظ خط الرجعة، «فلا شيء يمنع من تقديم «أحلى الناس» أيضاً لموسم أو اثنين لاحقاً». لكنه، في المقابل، يرفض اعتبار نفسه قد أخفق في «أحلى الناس»، وإن كان يعترف بأنه لم يتمكن من السيطرة على خجله في الحلقات الأولى، «لكوني لم أعتد حضور جمهور، يتابع الحلقة في الاستديو». لكن هل «مقتضيات العصر» التي حتّمت إيقاف «خليك بالبيت»، كما قال سابقاً، زالت اليوم؟ يقول زاهي: «لا بأس من استراحة محارب، يقرأ خلالها المرء تجربته ويتلافى سلبياتها»، ويضيف بصوت عال: «سيظلّ دأبي البحث عن مبدعين متميّزين، لديهم ما يقولونه أمام الكاميرا. وسأذهب في تجاه استضافة أسماء غير مستهلكة، سواء كانت غائبة بإرادتها أو مغيّبة قسراً». وفيما لا يبدو طموحه إدخال برنامجه في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسيّة كأطول برنامج حواري عربي، يرى أنه «بالفعل أطول برنامج حواري، وخصوصاً إذا اعتبرنا أن المادة المتوافرة للبرنامج السياسي وضيوفه، تختلف بطبيعتها كليّاً عن ضيوفي... أعتقد أن مبدعي العالم العربي يزيدون على 5000 شخص، ومن الظلم أن يُحصروا بـ500 اسم، هم الذين استضفتهم». ولأنه يعتبر «خليك بالبيت» برنامجاً عربياً يبثّ من لبنان، يشعر بتقصيره في الإضاءة على التجارب المبدعة في السودان وموريتانيا والمغرب والجزائر. لذا سيحرص في المرحلة المقبلة على استقبال المثقفين والشعراء والفنانين من هذه البلدان. وفيما يطلّ الممثل المصري نبيل الحلفاوي ضيفاً على الحلقة الأولى، يستقبل زاهي لاحقاً سوسن بدر، وجواد الأسدي، وسيد حجاب، ومحمد كريّم، وكلوديا مرشليان، وسمير حبشي، وباسل الخطيب وبيار داغر.
وبعيداً من الصراع بين البرنامجين، لم يغب زاهي مرّة عن شاشة رمضان منذ سنوات، سوى في الموسم الأخير. ويقول: «ليس للأمر أي أبعاد، طلبت فترة إجازة. وآمل أن ألتقي مشاهدي رمضان مرّة أخرى مع «ست الحبايب»، غير أن كل شيء يرتبط بظروف البلد العامة والخاصة. ولعلها كانت فترة مهمة بالنسبة إليّ، حتى أهتم بإصداراتي المقبلة، وأوّلها «بيروت المدينة المستمرة» الذي يتضمن قراءات في المشهد الثقافي لبيروت منذ خمسة وعشرين عاماً وحتى اليوم. إضافة إلى إصدار الطبعة الثانية من ديوان «تتبرج لأجلي»، قبل معرض الكتاب».
لكن وهبي لم يغب تماماً عن شاشة رمضان، إذ أطل مع زوجته رابعة الزيات في إحدى حلقات «سجال»، وزارا معاً دار العجزة الإسلاميّة. وتجنباً لأي انتقاد، يدافع عن هذه الاستضافة بالقول: «لست أول شخص تستضيفه زوجته في برنامج تلفزيوني. سبق لنهال عنبر استضافة زوجها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، واستقبلت هيام أبو شديد زوجها الطبيب سهيل حجيلي أكثر من مرّة». ويشير إلى أن طبيعة الحلقة التي جعلتني أوافق عليها، «إذ سعينا إلى حثّ المشاهدين على الالتفات إلى هذه الحالات الإنسانية».

الثلاثاء 21:45 على فضائية «المستقبل»/ الجمعة 21:15 على الشاشة الأرضية