لا أشعر بارتكاب خطيئة عندما أمارس الجنس المثلي»، هزّت هذه العبارة الصرح الفاتيكاني أخيراً، وانشغل بها المجتمع الكهنوتي في روما والعالم، ليس فقط لكون مضمونها يخالف تعاليم ومفاهيم الفاتيكان المتعلّقة بموضوع «الشذوذ الجنسي» ولكن كونها صادرة عن أحد أرفع المسؤولين في عاصمة الكثلكة في العالم. المونسنيور البابوي توماسو ستانيكو (60 عاماً)، وهو رئيس تجمّع الأساقفة في العالم والمسؤول عن حوالى 400 ألف أسقف من مختلف الدول، وقد صرّح أثناء مقابلة لمحطّة التلفزيون الإيطالية الخاصة La7 أّنه «لا يعتبر أنّ المثلية الجنسية هي خطيئة» وقد ظهر في المقابلة محاولاً إقناع محاوره بالأمر. وعلى الرغم من أنّه ظهر بشكل مموّه الوجه وصوت مغاير، إلا أنّ المقابلة أجريت داخل مكتبه فعرف على الفور أنه هو المتحدّث في تلك المقابلة. وقد علّقت مهماته في الفاتيكان رسمياً إثر بثّ تلك المقابلة. من جهته، عمد المونسنيور إلى نفي ما جاء في المقابلة، موضحاً لصحيفة «لا ريبوبليكا» يوم الأحد الماضي أنّه «كان يزور مواقع مثليي الجنس على الانترنت ويتحادث معهم ويقابلهم شخصياً، لا لأنه شاذ جنسياً بل لأنه في صدد إعداد دراسة نفسية عن تلك الفئة من الناس وعن تفاصيل حياتهم الشخصية وعن أسباب تعارضهم مع تعاليم الكنيسة وكان سيصدرها في كتاب سينشر قريباً»، مشيراً في رسالته التي وجهها إلى المجلس الفاتيكاني الأعلى «أنه كان يدّعي أنه مثلي الجنس لأنه يريد أن يفيد الكنيسة من الدراسة التي يعدّها». وأضاف ستانيكو أنّه «كان ضحية فيلم تلفزيوني مركّب» مؤكّداً أنه «لم يكن يوماً مثلي الجنس وأنّه كان مخلصاً لتعاليم الكنيسة، محافظاً على نذور العفّة». ويُذكر أنّ الكنيسة الكاثوليكية تعتبر أنّه «على المؤمنين أنّ يتعاطفوا مع مثليي الجنس الذكور والإناث منهم، ويظهروا لهم الاحترام. ولكن ممارسة الجنس على طريقة المثليين هي خطيئة دينية تحاسب عليها الكنيسة». كما تعطي الفاتيكان للأشخاص ذوي الميول المثلية مهلة 3 سنوات «لمعالجة وضعهم» والتخلّص من الأمر كما يجب إثبات أنه كان ميلاً مرحلياً ومؤقتاً قبل أن يقبل في صفوف الكهنة في الفاتيكان. وقد اتخذ هذا الحدث أصداء واسعة، وخاصة أنه يأتي بعد سنتين على إعلان البابوية الكاثوليكية منعها انضمام مثليي الجنس إلى صفوف الكهنة. ويُذكر أن عدداً من الأحداث المماثلة قد أرّقت الفاتيكان في السنوات الماضية، ففي 2006 نشرت إحدى الصحف الإيطالية خبر اعتقال الشرطة لأحد كهنة الفاتيكان بسبب ممارسته للدعارة مع شاذّين جنسياً، كما شغلت استقالة الأسقف البولوني جوليوس بايتز عام 2002 الأوساط الدينية العالمية بعد أن اتهم «بالتحرّش الجنسي بالأساقفة الشباب». يُذكر أنّ الفاتيكان قد أصدرت أخيراً مواقف ذكّرت فيها أيضاً بتحريمها الاستنساخ وإجراء الأبحاث العلمية على الأجنّة البشرية، إضافة إلى تحريمها استخدام وسائل منع الحمل على اختلافها.
(أ ف ب، أ ب، الأخبار)