فاطمة داوود

باريس استقبلته بحرارة قبل أقل من أسبوعين، في مناسبة تقديم تشكيلة الملابس الجاهزة (ربيع ـــ صيف 2008). ومن بيروت يطلّ المصمم اللبناني هذا المساء على LBC، مفتتحاً الموسم الثاني من Mission Fashion الذي ينتظره عشّاق الموضة

كان جمهور باريس قبل أسبوعين على موعد استثنائي مع احتفالية خاصة بالألوان... هناك، اشتدّت الدهشة وحُبست الأنفاس، استعداداً لكشف النقاب عن تصاميم إيلي صعب الخاصة بمجموعة ربيع وصيف 2008 للملابس الجاهزة. أعلنت الفساتين باكراً عن قدوم الربيع، فعكست دفء أشعة الشمس. هكذا، تكرّست الألوان الفاتحة من الأصفر الذهبي والأخضر الزاهي، مروراً بالأحمر الفاتح، والبنفسجي بتدرجاته الرائعة، وصولاً إلى الأزرق الليلكي. كما برزت ألوان التوت الشهية، وتمازج الأبيض بشكل ساحر مع الأسود. فيما اقتحم الأسود معظم الفساتين، على شكل ربطات معقودة عند الخصر، مزاوجاً الأصفر والأحمر والأخضر.
لا شكّ في أنّ قواعد التصميم لدى صعب لا تتغيّر بين الخياطة الراقية والملابس الجاهزة. ويوضح: «مبدأي الأساسي هو تقديم فساتين تحظى بإعجاب المرأة وتظهرها في غاية الأناقة. وليس فرض تصاميم خارجة عن المألوف لا نحتاج إليها، كما يفعل بعض المصممين الذين يستلهمون أفكارهم من الحضارة الفرعونية مثلاً، فتظهر المرأة كأنها محاربة، بعيدة كل البعد عن مظاهر الأنوثة. وما أؤمن به لا يتعارض مع تكريس مفهوم عام للمجموعة، إنما المقصود هو معرفة الحدّ الفاصل بين التركيز على تقديم تصاميم تحاكي رغبة المرأة والتحليق بجموح متطرّف نحو الأفكار الخياليّة».
لكن ما هو السرّ الكامن وراء انتشار الملابس الجاهزة الموقّعة باسمه، خصوصاً أنها احتلت، حسب مجلة «باري ماتش» الفرنسية صدارة الماركات العالمية؟ يفسّر صعب نجاح مجموعات Prêt À Porter بتحقيق حلم الزبونة باقتناء فستان موقّع باسمه. هكذا يطرح أمامها خياراً آخر، وعوض الاكتفاء بفستان واحد ـ باهظ الثمن ـ من المجموعة الراقية، يمكنها شراء أكثر من فستان جاهز».
في العرض الباريسي الفاخر، تمايلت العارضات بخفر. وانسابت الفساتين على أجسادهن بسرعة خاطفة، لتحاكي الحقول النابضة بألف لون: أزهارٌ تتفتّح أسفل فستان طويل وأخرى تندثر فوق تنورة قصيرة، أو تتطاير في الهواء بطريقة رشيقة على إحدى الحقائب. وقد ضمّت التشكيلة مجموعة من الفساتين القصيرة الواسعة، ذات الأشكال المستقيمة أو الأجران، تحاكي آخر صيحات الموضة. كما تميّزت المجموعة بالخطوط العائدة لحقبة الخمسينات إذ سجل حضور مميز للصدّارات الضيّقة ذات الحمّالات الداكنة، تبرز دقة العنق وتحددّه بأشرطة حريرية سوداء، لها أثر الكحل فوق الجفون. وفي هذا الإطار، برز ثوب قصير من «التفتا» مطبّع باللونين الأخضر والأسود، مع تنورة مثنّاة، مقوّرة بشكل مربّع، ومرفقة بحزام عند الخصر. وتألّق فستان قصير من «البروكار» الأخضر، تألّف من «بوليرو» ذات كمّين فضفاضين وعقدة من «الأورغنزا» من الأمام. تلاه ثوب قصير مع ياقة مقوّرة بشكل 7 ومطرّزة بأشكال هندسية باللونين الأسود والبنفسجي.
وإن كانت الأثواب القصيرة بارزة للغاية في هذه المجموعة مع تركيز على دقة الخصر وإظهاره جلياً، إما من خلال القصّات والمنحنيات الضيقة أو الشرائط السوداء الملتفة حوله... جاءت حصة الأسد لصالح الفساتين الطويلة التي انسدلت الى أخمص القدمين وتطايرت بفضل الأقمشة الخفيفة، لتمنح المرأة إطلالة نجمة بامتياز.
وقد سخرّ صعب أقمشة «الموسلين» و«الشانتون» و«الدانتيل» و «الساتان» و«التفتا» و«الجورسيه» الحريري و«الأورغنزا» خدمة لتصاميمه، فبرز ثوب طويل بقماش «الشانتون» مع ياقة مقوّرة بشكل 7 متشابكة فوق خلفية من الدانتيل، وتنوّرة فضفاضة ذات أشرطة مهدّبة. ولفت الأنظار ثوب طويل من «الأورغنزا» و»الساتان» باللون البنفسجي، اشتدّ أعلى الخصر بحزام من الساتان ثم تحررّ على الأرداف، فيما زيّنت الياقة المقوّرة بشذرات فضيّة لمّاعة. الأمر ذاته بالنسبة إلى الأكسسوارات من أحذية وحقائب. هنا، بدا صعب وفياً لآخر صيحات الموضة، من دون إهمال بصماته الخاصّة. إذ جاءت معظم الحقائب كبيرة الحجم ومتعددة الألوان، في حين تميّزت الأحذية بكعوب عالية ومزدوجة، وهي السمة الأبرز لأحذية هذا العام.
على رغم كل الانجازات، ما زال إيلي صعب ينتظر المرحلة الذهبية، «حققت الحلم الأول بتكريس اسمي في بلدي، ثم اتّسع الدائرة نحو الدول العربية، وحالياً أتابع السير نحو الانطلاقة العالمية. أشعر فعلاً بأن عملي ما زال في المرحلة التأسيسية».



MISSION FASHION فتّشوا عن مصمم المستقبل

المؤسسة اللبنانية للإرسال لا تعرف الراحة... وخصوصاً إذا تعلّقت المسألة بتقديم برنامج ترفيهي جديد، وعلى طريقة تلفزيون الواقع. بعد «ستار أكاديمي» و«ملكات الجمال» و«قسمة نصيب»، ينطلق هذا المساء الموسم الثاني من MISSION FASHION.
عشرات العارضات ومصممي الأزياء سيقفون على المسرح، بانتظار إشعال الضوء الأخضر. بعدها، سيدخل الطلاب إلى المحترف حيث يتعرفون على أسرار المهنة بأساليب عملية ومنهجية، تولي أهمية قصوى للإبداع والتجديد... كلّ ذلك ستضاف إليه حكماً ساعات طويلة من الثرثرة التلفزيونية، وخلافات لا حصر لها بين هذه العارضة وزميلتها، وحبكات درامية مركّبة تغري المشاهد بدخول لعبة التصويت.
بعيداً من صيغة تلفزيون الواقع التي لم تعد تحقق نجاح السنوات الماضية، ما الجديد الذي يرتكز عليه «ميشين فاشن» في دورته الثانية؟ هذا العام أيضاً، سيشرف المصمم العالمي إيلي صعب على المسابقة. ويستعين البرنامج بخبرة المخرج سيمون أسمر في عالم الاستعراضات، فيما أسندت مهمة التقديم إلى وصيفة ملكة جمال لبنان السابقة أنابيلا هلال، في أول إطلالة إعلامية لها. أما التغيير الثالث، فيتمثّل باختيار المصممة اللبنانية نادين مزهر مشرفةً عامةً وتقنيةً على المتبارين داخل المحترف وفي مشغل الخياطة. فيما ظلّت لجنة التحكيم، حتى كتابة هذه السطور، غير مكتملة الصورة بعد، باستثناء تأكيد انضمام الصحافية والكاتبة مي منسّى ومدرّب عروض الأزياء يوسف السباعي إلى اللجنة. ويتجه معدّو البرنامج صوب اختيار لجنة تحكيم ثابتة وأخرى تتجدد كل أسبوع، بغية التنويع. ومن المحتمل أن يشارك الفائزان في الموسم الأول، ريم السعدي وأنطوان القارح، ببعض الأدوار المحدودة هذا العام.
البرنامج الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب الشابة في مجالي تصميم الأزياء وعرضها في العالم العربي، يهتمّ أيضاً بارتقاء هذه الصناعة من الموهبة العفوية الى الاحتراف الصناعي. وهو ما يفسّره إيلي صعب بالقول: «البرنامج يشكّل فرصة للبحث عن مواهب عربية مبدعة في مجال الأزياء، ورعايتها لتحقيق طموحاتها وإيجاد بيئة مثالية لتشجيع صناعة الموضة العربية، وتكريس المهنة وفق أطر عالمية صحيحة».
لكنه لا يسترسل في توجيه النصائح، مكتفياً بدعوة كل مصمم للابتعاد عن الغرور وعدم الانبهار بما يقدّمه، «فذلك سيكون بمثابة تمهيد لإسدال الستار على مستقبله المهني».
هنا يخطر في البال سؤال أساسي: إلى أي مدى ستتمكن الأسابيع الثمانية من تحقيق هذا الهدف الصعب، وخصوصاً أن هذه المهنة تتطلب دراسة أكاديمية لثلاث سنوات على الأقلّ، تتبعها دورات تدريبية مكثّفة في أهم دور الأزياء العالمية؟
الانتقادات التي طاولت البرنامج العام الماضي، لم تركّز على هذه النقطة، بل أضاءت فقط على تدنّي نسبة المشاهدين، وذلك بسبب طغيان الطابع الأرستقراطي على عالم الخياطة الراقية، واهتمام جمهور محدود بهذه الصناعة.
على العموم، سيتابع المشاهدون البرنامج، ويشارك بعضهم في عملية التصويت بهدف إنقاذ عارضتهم ومصممهم المفضّلين من انتقادات لجنة التحكيم، فيتأهلان إلى نهائيات البرايم الثامن، وسط مشاعر من الفرح والحزن والمنافسة والغيرة.
والليلة، سيكشف النقاب عن 24 مشتركاً ومشتركة عن فئتي تصميم الأزياء وفئة عرض الأزياء على إيقاع أغنيات وائل كفوري، ضيف الحلقة الذي أطلق أخيراً ألبوم «بيحنّ». وسيتبارى جميع المشتركين في البرايم الأول، حتى يغادر اثنان من كل فئة نهاية السهرة، ويتجه البقية إلى مدرسة الموضة... الواقعية.

يومياً على «نغم» / ملخص عند 19:00، وسهرة كل جمعة عند 20:45 على LBC