strong> ياسين عدنان
كسبت «جائزة بانيبال للترجمة» رهان الاستمرارية... وها هي تعلن من لندن جوائز دورتها الثانية التي ذهبت إلى المصري فاروق عبد الوهاب عن ترجمته لرواية خيري شلبي «وكالة عطية». وكانت لجنة التحكيم نفسها (سعدي يوسف، روجير ألان، موريس فارحي، ومايا جاغي) منحت الجائزة للمرّة الأولى العام الماضي للبريطاني همفري ديفيز عن ترجمته رواية إلياس خوري «باب الشمس» إلى الإنكليزية.
صدرت «وكالة عطية» عام 1999 وفازت بـ«جائزة نجيب محفوظ» عام 2003 قبل أن تصدر بلغة شكسبير عن «مطبوعات الجامعة الأميركية» في القاهرة تحت عنوان The Lodging House في ترجمة أنجزها فاروق عبد الوهاب وأهّلته للفوز بجائزة «بانيبال» لأفضل رواية مترجمة من العربية إلى الإنكليزية لعام 2007.
تتناول الرواية قصة طالب طُرد من كليّة المعلمين ليجد نفسه يعمل ويقيم في منطقة مشبوهة في دمنهور تدعى «وكالة عطية». عبر تحولات مسار بطله، ينحدر خيري شلبي بالقارئ إلى عوالم الجريمة والبيوت الرخيصة وأوكار الحشاشين والمجرمين والمدمنين الهاربين من النظام. وتجري أحداث الرواية في السنوات التي أعقبت الثورة المصرية عام 1952، بعدما حُلَّت الأحزاب السياسية وقُبض على أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» المشتبه فيهم.
طبعاً، ما كان لـ«جائزة بانيبال» أن تستمر لولا الشراكة التي عقدتها المؤسسة مع عمر سيف غباش في إطار اتفاق يدعم غباش بموجبه هذه الجائزة خمس سنوات ابتداءً من هذه الدورة. على أن تُخلد الجائزة اسم والده الراحل سيف غباش وزير خارجية الإمارات السابق الذي اغتيل عام 1977.
المؤكد أنّ هذه الشراكة ستضمن حضور الأدب العربي وترجمته في بريطانيا من خلال جائزة سيف غباش ـــــ بانيبال التي احتلت موقعها إلى جانب جوائز الترجمة الأدبية الشهيرة التي تشرف عليها جمعية المؤلفين في المملكة المتحدة. وستُمنح جميع هذه الجوائز في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. طبعاً هذا الاحتفال لا يخصّ رواية «وكالة عطية» وحدها. إلى جانب هذا الحي الدمنهوري السيئ السمعة، هناك عمارة مصرية من القاهرة العميقة ستكون مدعوة بدورها إلى هذا المحفل الأدبي. إنّها العمارة التي كتب حمدي أبو جليل عن سكانها الغريبي الأطوار روايته الممتعة «لصوص متقاعدون». فالترجمة الإنكليزية التي اقترحتها مارلين بوث لـ«لصوص متقاعدون» (منشورات جامعة سيراكيوس) احتلت المركز الثاني بعد «وكالة عطية». أما الرواية الثالثة فهي رواية إميل حبيبي «سرايا، ابنة الغول» التي ترجمها بيتر ثيرو وصدرت عن دار Ibis Editions .
هذا وتفتح جائزة سيف غباش ـــــ بانيبال البالغة قيمتها 4 آلاف دولار أميركي أبواب الترشيح لدورتها الثالثة. والكرة الآن في ملعب المترجمين المدعوين إلى ترجمة عمل أدبي عربي إلى اللغة الإنكليزية. وآخر أجل لتقديم الأعمال المرشحة للمسابقة فهو 31 كانون الثاني (يناير) 2008.