فاطمة داوود
وائل كفوري، هيفا وهبي، أحمد الشريف، كارول سماحة ورويدا المحروقي، اجتمعوا في فيلم استعراضي يراهن على «منافسة السينما الهوليوودية». الإعلانات تجتاح الفن السابع، وتدشّن عهداً جديداً في صناعة الترفيه

ظهر الأحد الماضي، كانت بلدة بجدرفل في شمال لبنان، تشهد حركة غير مألوفة في تلك القرية الهادئة: زحمة نجوم، هيصة إعلامية، وفلاشات مصورين... ذلك أن شركة «بيبسي» للمشروبات الغازية، قررت جمع خمسة نجوم من الخليج والمغرب العربي ولبنان، في أول فيلم إعلاني عربي طويل، سيصدر قريباً في الصالات.
أن تعمد كبرى شركات الإنتاج إلى تقديم فيلم سينمائي بتقنيات عالية الجودة ليس أمراً مستغرباً. وإذا كانت القاهرة نجحت أخيراً في حشد نجوم التمثيل في عمل واحد («عمارة يعقوبيان»، «ليلة البيبي دول»...)، فمهمة جمع خمسة من نجوم الغناء دفعة واحدة، يعدّ بمثابة مهمة مستحيلة، في ظلّ طغيان مشاعر الغيرة التي تستبدّ بالفنانين، ومحاولة كلّ منهم جذب عدسات الكاميرات.
أما «بحر النجوم» الذي رصدت له موازنة ضخمة جداً (يتردد أنها فاقت مليون دولار أميركي)، فقد نفّذ المهمة بنجاح، علماً بأنّ الشرائط الإعلانية سبق أن جمعت عمرو دياب مع بيونسي نولز وجنيفر لوبيز، ومن ثم كريستينا أغيليرا وإليسا...
ما فرّقه الفن جمعه المال! ومهما حاول القائمون على العمل، إدراج «بحر النجوم» ضمن الأعمال السينمائية الضخمة، فلن يتمكّنوا من تجريده تماماً من الصبغة الإعلانية، والأهداف الترويجية التي يسعى إليها... هذا أول ما يتبادر إلى الذهن في اللقاء الميمون الذي عقد قبل يومين، وحضره ممثلو وسائل الإعلام المحلية والعربية.
في المؤتمر الصحافي، سجّل غياب بطلين أساسيين، هما: وائل كفوري وهيفا وهبي، لأسباب مجهولة. تم التعرّف على الفريق المشرف على الفيلم، بدءاً من شركة الإعلانات BBDO، ثم شركة ابتكار الأفكار SIGNATURE، مروراً بالمخرج أحمد المهدي، والموزّع الموسيقي جان ماري رياشي، وأخيراً الأبطال: أحمد الشريف، كارول سماحة ورويدا المحروقي، إضافة إلى ممثلين من مصر، مثل: كريم عبد العزيز، نجل الفنان محمود عبد العزيز، ولطفي لبيب.
قصة الفيلم بسيطة للغاية... لا حبكات درامية، أو قضايا اجتماعية، بل شريط ملوّن، يشبه حكايات الأطفال. نحنُ هنا في عالم خيالي مليء بالأحلام: شابٌ (كريم عبد العزيز) يعيش في جزيرة نائية، يحاول تحقيق حلمه بتنشيط الحركة السياحية فيها، في محاولة لاستعادة مجد جدّه (لطفي لبيب) الضائع. هكذا يبدأ رحلة البحث عن النجوم، ليوقّع معهم عقوداً لإحياء الحفلات هناك. لذا سيكون الجانب الغنائي طاغياً، علماً بأن كاتب السيناريو هو الأميركي ديكلون أولبراين الذي كتب عدداً من أفلام «ديزني» الكرتونية.
المخرج المصري أحمد المهدي، الوافد من عالم الفيديو كليبات، نفى في حديثه إلى «الأخبار» أن يحمل تقاسم مهمة الإخراج مع زميله الأجنبي ديامنتينو، نقاطاً سلبية: «أمتلك بصمة شرقية واضحة، وقد حاولنا التعاون لتنفيذ عمل متكامل»، معترفاً بأنه تشجّع على خوض أولى تجاربه السينمائية، بسبب الإمكانات المادية الضخمة المرصودة، وغلبة الاستعراض على أي شيء آخر. وقد وصف إدارته للنجوم بالمهمة الصعبة، وخصوصاً أن هناك تفاوتاً بين مستوى الفنانين ـــــــ بين مبتدئ ومحترف ــــــــ فيما أثنى على موهبة وائل كفوري التمثيلية: «فوجئت حقاً بقدرات وائل ممثلاً، على رغم أنه لا يعترف بذلك مطلقاً». ويشير إلى أن النجوم سيجسّدون أدوارهم الحقيقية كفنانين، وسيحملون أسماءهم.
أما الملحن والموزع الموسيقي جان ماري رياشي الذي وضع أغنيات العمل وموسيقاه التصويرية، فقد كشف عن تقديم النجوم لأغنية «علّوا الصوت»، إضافة إلى إعداده تسع أغنيات منوّعة بأصوات الفنانين.
كارول سماحة رأت أن قبولها المشاركة في الفيلم، لا يعود إلى الإغراءات المادية فحسب، بل لإيمانها بمشروع يستحقّ التقدير. كلام كارول جاء اعترافاً بخلوّ الدور من أي جهد تمثيلي، فهي «لا تتعدى كونها كارول سماحة في الفيلم». وأكدت أنها ستدرج العمل ضمن أرشيفها الفني بافتخار، وستذكُر دوماً أنها شاركت زملاء من أبناء جيلها، في فيلم استعراضي ضخم.
أما الإماراتية رويدا المحروقي فقد تحفظّت عن ذكر قيمة العقد الموقّع بينها وبين الشركة، مصرّحة بأن انضمامها إلى نجوم العمل هو اعتراف صريح بنجوميتها في الخليج، إضافة إلى كونها أول فنانة خليجية تشارك في إعلان عالمي. فيما رأى التونسي أحمد الشريف أن مشاركته في العمل تأكيدٌ على نجومية حصدها بفترة سريعة، مشيراً إلى أن البطولة الجماعية لن تكون سمة بارزة في أعماله السينمائية، «لأن قبول أي فيلم يرتبط أولاً بقصته وصيغته الإخراجية وعناصر أخرى أكثر أهمية».
نبيل عيسى، المدير التنفيذي لشركة signature، تحدث عن الفائدة الترويجية للفيلم. وأوضح أن التفاوض تمّ مع عدد آخر من الفنانين، إلا أن الاتفاقات النهائية رست على هؤلاء الخمسة. وأعلن عن نيّة الشركة عرض «بحر النجوم» في أوروبا، بعد ترجمته إلى اللغة الإنكليزية. لذا يتمّ حالياً التفاوض مع موزعين في فرنسا وبريطانيا لضمان نزول الفيلم في الأسواق الأوروبية.
خمسة نجوم اتفقوا للإعلان عن مشروب غازي، وشركة رائدة تعدُ بإنتاج فيلم يضاهي أفلام هوليوود، وعروض تشمل صالات العالم... إنه «البزنيس» الذي بات البطل الأول في المشهد الفني العربي، علماً بأن كل هذا يحدث في بيروت. هذه المدينة التي تتميز بمناخها وطبيعتها، تعيشُ منذ مدة في دوامة القلق. ومع ذلك، ما زالت مصنع الترفيه الأول في الشرق الأوسط، وبلا منازع.