باسم الحكيم
راهنت OTV منذ انطلاقها على إحياء الدراما المحلية. وقد بدأت الشاشة البرتقالية تفي بوعدها: أوّل الغيث مسلسل مليء بالإسقاطات، يرصد تحولات المجتمع بعد الحرب الأهلية. العرض بداية العام الجديد، مع انتهاء البث التجريبي

بدأت الدراما اللبنانيّة تثبّت أقدامها أكثر فأكثر، سواء على المستوى المحلي أو العربي، مع تكريس بعض الفضائيات، ولا سيّما قناة «سين» للمسلسلات التابعة لشبكة «أوربت»، موعداً يوميّاً لعرضها. وبعد انتهاء حلقات «نضال» كتابة كلوديا مرشليان وإخراج إيلي ف. حبيب، تباشر القناة في سهرة الأحد، تقديم مسلسل «السجينة» من سلسلة «حكايات»، بطولة سيرين عبد النور، كتابة شكري أنيس فاخوري وإخراج سمير حبشي.
أمّا على صعيد القنوات المحلية، فستشهد الأسابيع المقبلة منافسة حاميّة: LBC لم تعد وحدها في الميدان، بعد عودة قناة «الجديد» للإنتاج الدرامي في بداية العام الحالي، ها هي «المستقبل» وOtv تفتح أبوابها أخيراً للمسلسلات اللبنانية.
نتيجة لهذه الفورة، قررت المؤسسة اللبنانية للإرسال زيادة عدد الساعات الدراميّة، عبر تقديم مجموعة كبيرة من المسلسلات: سلسلة «ليلة القرار»، كتابة أنطوان غندور وإخراج شربل كامل وإنتاج «فونيكس بيكتشر إنترناتشونال» (الاثنين 20:45)، و«فاميليا 3»، كتابة منى طايع وإخراج ميلاد أبي رعد وإنتاج مشترك لـ«رؤى بروداكشن» و«مروى غروب» (الثلاثاء والأربعاء 20:45). فضلاً عن عرضها سباعيّة «شهرزاد» من سلسلة «حواء في التاريخ»، كتابة كلوديا مرشليان وإخراج السوري محمد زهير رجب (الأحد 20:45). هناك أيضاً العملان الكوميديان «ساعة بالإذاعة»، كتابة وبطولة جورج خبّاز وإخرج سليم طنّوس (الأربعاء 21:45)، و«حماتي وعقلاتي»، كتابة طوني شمعون وإخراج كارولين ميلان (الأحد 18:00).
كما استكمل تلفزيون «الجديد» عرض حلقات «امرأة من ضياع»، كتابة شكري أنيس فاخوري وبطولة ورد الخال، فادي ابراهيم، ألكّو داوود وروزي الخولي (الأربعاء 21:30). وقد عكف المخرج إيلي فغالي على إخراجها، فور انتهائه من تصوير حلقات «إربت تنحل» الخاصة بشهر رمضان. وبعد سنوات من المقاطعة، عاد تلفزيون «المستقبل» إلى احتضان المسلسلات اللبنانية، مع عمل واحد هو «محلولي»، كتابة كلوديا مرشليان وإنتاج «نيولوك بروداكشن». وهو أول بطولة لوسام صبّاغ وأول تجربة إخراجيّة دراميّة لجورج خليل (بدءاً من الثلاثاء المقبل 20:45).
أمّا OTV التي أعلنت منذ البداية عن دعمها المطلق للإنتاج المحلي، فستدخل الساحة بقوّة، لتنوّع الأعمال التي ستعرضها، بين الكوميديا والتراجيديا (راجع الكادر).
أوّل الغيث على القناة الوليدة مسلسل «الشيخة الأميركيّة» الذي «كتبه اندريه شاهين في الستينيات، ثم أجرينا عليه بعض التعديلات، ليتناسب مع واقعنا اليوم»، على حد تعبير المخرج زيناردي حبيس. وقد بدأ تصوير العمل قبل ثلاثة أسابيع، ويتواصل حاليّاً في منطقة عمشيت. فيما يتوقع المخرج الانتهاء منه في مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل، قبل أن يدخل مرحلة المونتاج، ويصبح بالتالي جاهزاً للعرض بداية العام الجديد.
يقع المسلسل في خمس عشرة حلقة، تبدأ أحداثها بعد ثلاث سنوات من انتهاء الحرب اللبنانيّة. لكنه يصوّر في خلفيته واقع الفوضى التي كان يعيشها البلد يومذاك. حينها، كانت الميليشيات تحكم وتتحكّم في مصيره، في ظل غياب أي مظهر من مظاهر الدولة، حسبما يؤكد المخرج. ويكشف زيناردي حبيس أن «المسلسل هو امتداد لأعمالي الماضية المستمدة من الواقع اللبناني. يتحدث عن العودة إلى الجذور والتعلّق بالأرض، لأن الإنسان مهما تغرّب، فلن يحتضنه سوى وطنه». تدور الأحداث عن فتاة لبنانية، أهلها من مشايخ البلد، تعيش وحيدة في أميركا بعد وفاة والدها. لكنها تقرر العودة إلى الوطن، لتسلّم الميراث الذي تركه لها عمّها. وهو كان قد قتل على يد عائلة زوجته، في زمن الحرب، بهدف الاستيلاء على ثروته.
هكذا ترجع «الشيخة» مع حبيبها الطبيب الأميركي «جو»، لتصفية التركة وبيعها ثم العودة إلى أميركا. إلاّ أنها تتعلق بأهل قريتها وتشعر بحاجتهم إليها، فتقرر الإقامة في لبنان بشكل دائم، متخليّة عن «الديموقراطيّة المزيّفة» في بلاد العم سام، فيما يعود حبيبها خالي الوفاض إلى أميركا. هنا، ستواجه العديد من المشاكل والعراقيل، في محاولة أقرباء عمّها السطو على ثروتها». وفيما يقتل الرجل الثري في الحلقة الأولى، نتعرّف أكثر إليه في الحلقات اللاحقة التي تعتمد على تقنية «فلاش باك». وعن تسمية مسلسله بـ«الشيخة الأميركيّة»، يقول: «إنها شيخة لبنانيّة، تعيش في أميركا. وحين يسألها أحد الأطفال في مشهد من المسلسل، عن سبب إطلاق لقب الشيخة الأميركيّة عليها، تجيبه: أنا الشيخة اللبنانيّة».
بعيداً من الإسقاطات السياسية للمسلسل، يمثّل «الشيخة الأميركية» عودة وليم عتيق إلى الأضواء. وذلك منذ انتهاء مسلسل «نساء في العاصفة» للكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرج باسم نصر، علماً أنه قام ببطولة عملين خلال العامين الأخيرين لحساب «تيلي لوميير» هما ثنائيّة «الوصايا» ومسلسل «من هو؟» لكنهما، بطبيعة الحال، لم يأخذا نصيبهما من المشاهدة. أمّا هنا، فيؤدي شخصيّة الميليشياوي جهاد الذي لا يتوانى عن القتل والسرقة لتحقيق طموحاته وأحلامه. حتى إنه لا يوفّر ابنته نسرين (الوجه الجديد جيزيل خوري) من مخططاته الخبيثة، ويستخدمها للاتّجار بالمخدرات. وتطلّ ريتا لبكي التي بدأت مسيرتها الدرامية قبل نحو ثلاثة أعوام بمسلسل «بين السما والأرض»، بدور الشيخة الأميركيّة. ويؤدي ميشال الحوراني، شخصيّة وليد شقيق جهاد، وهو الشاب الخبيث والرأس المدبّر لكل المخططات. وفيما يحلّ صلاح تيزاني (أبو سليم) ضيفاً على العمل في شخصية رضوان، عمّ الشيخة، يعود زياد مكّوك في أول إطلالة له بعد مسلسل «زمن الأوغاد» للمخرج يوسف شرف الدين. كما يؤدي بول سليمان شخصيّة زيدان، وكيل أعمال جيسي. ويطلّ الممثل الواعد طوني عيسى في دور فراس، ابن الميليشياوي الذي يعترض على تصرفات والده، ويقرّر الالتحاق بالجيش. وفي وقت يغوص فيه المخرج بتصوير مزيد من الحلقات، يخطط منذ الآن لبدء تصوير مسلسله المقبل «ثرثرة عيون» مع بداية العام الجديد، المؤجل تنفيذه منذ نحو عامين لأسباب إنتاجيّة.