يكرّم مهرجان دمشق هذا العام دريد لحام في تظاهرة خاصة، من خلال عرض تسعة من أفلامه، هي «الحدود»، «كفرون»، «إمبراطورية غوار»، «اللص الظريف»، «فندق الأحلام»، «عقد اللولو»، «التقرير»، «مقلب من المكسيك»، «واحد زائد واحد». ويشير هذا التكريم إلى مصالحة علنية مع سينما القطاع الخاص التي كان يُنظر إليها على أنّها مجرد أفلام تسلية.... علماً أن الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي، كانا أول من صدّر السينما السورية إلى المشاهد العربي في قالب كوميدي من طراز خاص. هكذا، ستعود شخصية «غوار الطوشة» إلى الشاشة من وجهة نظر نقدية جديدة، تعيد الاعتبار إلى السينما الجماهيرية وأمثولاتها الشعبية.من جهة أخرى، أصدرت المؤسسة العامة للسينما كتاباً تكريمياً لسينما دريد لحام بعنوان «دريد ونهاد» كتبه بشار إبراهيم، ويشتمل على أبرز محطات الثنائي الكوميدي عبر شخصيتي «غوار الطوشة» و«حسني البورظان» بنكهتهما الشعبية المنبثقة من الروح المحلية.
في الحوار المطوّل مع دريد لحام، يستعيد مدرّس الكيمياء سيرته الأولى في «حي الأمين» الدمشقي وبداياته الفنية في مطلع الستينيات، ويتوقف عند أول تجربة سينمائية له «عقد اللولو» (1964)، إضافة إلى اكتشاف شخصية غوار التي استعارها من اسم حارس ريفي يعمل في التلفزيون السوري لتصبح لاحقاً ماركة مسجّلة في ذاكرة المشاهد العربي.
سينما دريد ونهاد نموذج للكوميديا البسيطة التي لا تحتمل أسئلة نقدية صارمة، لكنها في المقابل صورة واضحة للبدايات المرتبكة، وحسب ما قاله نهاد قلعي في توصيف هذه التجربة «لم نكن نحلم بالنجاح في السينما، بل أقصى ما كنا نطمح إليه كان تجنّب السقوط والفشل».