في سياق الكلام على المرأة المؤدية في مجال الموسيقى الكلاسيكية، نتوقّف عند تجربة عازفة البيانو اللبنانية من أصل أوكراني تاتيانا بريماك ـــــ خوري (1972) التي درست أصول العزف على البيانو في كونسرفتوار تشايكوفسكي في كييف حيث نالت شهادة عليا مع تنويه خاص. حازت جوائز عالمية في مباريات العزف على البيانو، وبدأت مسيرتها الفنية عازفةً منفردةً أو بمرافقة الأوركسترا. متزوجة من المؤلف الموسيقي هتاف خوري، وتقيم في لبنان حيث تنشط من خلال حفلات كثيرة تقدّمها على مدار سنة دون مقابل مادي. وتتمتع بخبرة كبيرة وتمكّن كلي من آلتها يسمحان لها بإضافة لمستها الخاصة في أدائها الأعمال التي تختارها من كل الحقب. والميزة الأبرز لهذه العازفة الشقراء بثوبها الأسود هو ريبوتوارها الضخم (مجموعة الأعمال التي قدّمتها منذ انطلاقتها) الذي يدلّ على ذاكرتها الفذة وعلى التمارين المكثّفة والمتواصلة التي تقوم بها. في عام 2006، قدّمت تاتيانا حفلات خصّصت كل منها لمؤلف موسيقي واحد (موزار، بيتهوفن، شوبان، والمؤلف اللبناني بشارة الخوري)، وحرمتنا رداءة الأوضاع الامنية من حفلة كانت مخصصة لعدة مؤلفين يجمع بينهم تأليفهم فانتازيا للبيانو. والسبت الماضي، قدّمت تاتيانا حفلتها الأخيرة في جامعة البلمند في برنامج غني (وشديد الصعوبة) ضمّ أعمالاً متفرقة لفرانز ليست، بينها سوناتته الوحيدة. وهي عبارة عن معركة مع آلة البيانو لنصف ساعة متواصلة (حركة واحدة متفاوتة في الإشارات الايقاعية أي الـ TEMPO). وتعود تاتيانا مساء اليوم إلى قاعة «بتلوني» في الاشرفية لتقديم البرنامج ذاته، لتختم جولتها في السابع من الشهر المقبل في المركز الثقافي الألماني في جونيه.
وأيضاً من لبنان، نشير الى اسم مستقبله بين الكبار بالتأكيد: غوى صايغ التي بلغت الإتقان الكلي لآلة البيانو وهي لم تبلغ سن الرشد. وسبق أن قدمت العديد من الحفلات في لبنان والخارج، لكنّها لم تخطُ بعد نحو تسجيل أسطوانة خاصة. وطبعاً هناك المؤلفة والمغنية وقائدة الأوركسترا اللبنانية هبة القواس، ولا بد من عودة معمقة إلى تجربتها في مقالة مستقلّة.

تاتيانا بريماك ـــ خوري، مساء اليوم في قاعة بتلوني ـــ الأشرفية: 562108 /01