الكبار يعملون بصمت ويبدعون بتواضع ويقاومون بأنفة ويموتون بعز. أعز الله ذكراك وأكرم مثواك وألهمنا الصبر والسلوان. لقد عرفنا عز ناشطاً ثقافياً وسياسياً واجتماعياً لا يكل ولا يمل. يناصر قضايا الحق والإبداع وحرية التعبير، فتح مصراعي فضاء «الحمراء» لمشروع المواطنة، واستقبل المريدين والمنتقدين والمشاكسين.
أسّس لتجربة رائدة في التدريب والتعليم البديل، فكان مختبر «الحمراء» العربي الأفريقي خير مثال على الحرفة المتأصلة والخبرة المتمكنة التي سمحت للمئات من الفنانين العرب والأفارقة بالتدرج المهني المدروس والمسؤول في اكتساب الخبرات في التمثيل والإخراج والإضاءة والكتابة والدراماتورجيا. أعماله المسرحية متوهجة متجددة لا تهادن ابداعياً ولا تساوم سياسياً.
عضويته لـ «مؤسسة المورد الثقافي» ومجلس إدارتها كشفت الجانب الرائي والمتبصر والناقد والمحفز في شخصيته. صداقاته بلسم مكثف لأسمى ما في الانسانية من قيم، حتى في صمته البليغ كنا نقرأ أبجدية المقاومة لكل أنواع الغدر والزيف والانحطاط. رحمك الله يا معلّم وتغمدك بواسع رحمته.
* ممثلة لبنانية