جيزيل خلف
«في شخص بحبّك بالسر بدَّك تعرف مين؟ اتصل الآن على 1429»، «أرسِل أول حرف من اسم حبيبك على1056 لتعرف كم يحبّك»، «ماذا تحمل هذة الفترة من أحداث وكيف ستنتهي السنة؟». لعلّ معظم اللبنانيين قد ضجّت هواتفهم الخلوية بهذه الرسائل التي باتت مكثّفة أخيراً. البعض ردّ عليها، ولكن الغالبية لا تُعرها أهمية وتعرف ضمناً أنها لن توصل إلى نتيجة! «لحبيبك أحلى ردّة زجلية كلّها حب وقشطلية. دردش مع حبيبك بغنية وبكل سرّية، أهضم مقلب بينعمل بحبيبك!»
ولكنّه على ما يبدو، استثمار ناجح، والويل للمتلقّي. رسائل لا تعرف الليل من النهار. فالرسالة الآتية من رقم خاص ليست من حبيب قديم أو معجب ذي خطط خلّاقة، بل من شركة تجارية قررت أن تجني بعض الأرباح عبر طريقة أخرى من طرق التضليل والخداع والربح السريع. أحد الذين خاضوا التجربة، اتصل على الرقم وتابع جميع الخطوات المطلوبة ليصل إلى الجواب الشافي: «حبيبك السرّي هو أمّك!». الرسائل العربية تكون باللغة العامية إجمالاً، والأجنبية باللغة المختصرة، لغة محادثات الإنترنت، والأسلوب جذاب وقادر على تخطّي عقبة شك المتلقّي واجتياز حاجز العقل الحريص على «التشريجة» والـ«وحدات». محاولات الرد على الرسائل القصيرة هذه ليست كثيرة بالرغم من عددها الذي قد يتجاوز عشر رسائل في اليوم الواحد. والتجربة لا تنتهي بابتسامة، فالرد سخيف في أغلب الأحيان، والخسارة المادية ليست بقليلة.
أما عن الشركات التي تتولى الأمر، فهي شركات خاصة ترتبط مع شركات الخلوي باتفاقات لتسهيل عملها. هي مؤسسات قائمة بذاتها، واستراتيجية عملها تقضي بطباعة هذه الرسائل وإرسالها إلى عدد من أرقام الهواتف المحمولة بطريقة عشوائية، ويكفي تجاوب نسبة 10% من المتلقّين ليتحقق الهدف المرجو من الربح.