المهنة جندي ورسام» كتب نديم كوفي مرة، خلال مرحلة تجنيده في الحرب العراقيّة ـــــ الإيرانيّة (1985). كانت تلك التجربة استكشافاً من نوع جديد. حين ينام الجنود، كان يخرج الفنان ويمشي بعيداً. يضع راديو «الترانزستور» على أذنه، ويصغي لغناء نساء من أذربيجان. لغة لا يفهمها لكنّها أصوات جميلة. كان إصراره على رسم أولئك النساء أقوى من سطوة الحلم بأجسادهنّ المجهولة... راح يرسم ويرسم ولم يستطع أن يحقّق غيابهن في لوحة. تلك الفترة كانت مختبراً لطاقة كوفي. هناك تلقى أول دروسه البصرية لتمييز العدو. وهناك أيضاً تخلّص من البوهيمية وتعلّم الانضباط ولاحظ التكرار: الملابس نفسها والأحذية والوسائد. تماثلٌ يحقّقه اللون والإعادة، وبالتالي الحركة، الصفة التي يمكن، بلا شك، ربطها بلوحات معرضه الحالي في عمّان.وحالياً، يعمل الفنان العراقي على مشروع جديد، هو كتاب «كونشرتو» الذي لن ينتج منه إلا عشر نسخ فقط... ستتجاور في الكتاب قصائد لأدونيس ولوحات لكوفي، تجمع بينها محاولة التعبير عن «جحيم بغداد الأخير» وسيتم توقيع الكتاب في بيروت، خلال الفترة القليلة المقبلة.