strong> علاء اليوسفي
بعدما كان مقرراً عرضه الأسبوع الماضي، تبثّ «العربية» بدءاً من هذا المساء وثائقي «عبد الله» الذي يستمرّ خمس ليال تباعاً. وفيما تناقلت وسائل الإعلام أن سبب التأجيل يعود إلى عدم جهوزية الوثائقيات، عزا المسؤول الإعلامي في المحطة السعودية ناصر الصرامي ذلك إلى طبيعة الإنتاج الضخم. وقال موضحاً: «يصعب تحديد مواعيد ثابتة للقاء شخصيات لها وزنها، مثل رؤساء الدول ورؤساء الوزراء». ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة ـــــ حسب الصرامي ــــــ أن يجري تأجيل أو تأخير موعد التسجيل لظروف خارجة عن إرادة الإنتاج، لكنه لم ينف ما تردد عن إضافة مقابلات جديدة، أُجّل على إثرها العرض، «فالمقابلات كانت جارية ومستمرة حتى اللحظة الأخيرة». في المقابل، تردد أيضاً أن أمراء في الأسرة الحاكمة طلبوا إعطاء شهاداتهم، لأنهم لم يكونوا من عداد الشخصيات التي جرت مقابلتها قبل التأجيل.
ويثير توقيت عرض الوثائقيات، في ظلّ الأزمات التي تواجهها المنطقة، ودخول السعودية لاعباً أساسياً فيها، العديد من علامات الاستفهام، ولا سيما في ضوء ارتباط القناة مادياً ومعنوياً بالمملكة. وتقول مصادر وثيقة في هذا الخصوص إن الأخبار التي تعرضها «العربية» وتحمل طابعَ الأهمية، تطّلع عليها جهات من خارج المطبخ التحريري لأخذ الرأي في شأنها... فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بعرض شريط وثائقي عن الملك الذي يثير زوبعة في لندن هذه الأيام، إثر زيارته لبريطانيا؟
واستناداً إلى الجوانب التي يتطرّق إليها الفيلم، وبينها «مساعي الملك لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وإنجازاته الداخلية ومسيرة الإصلاح التي وُسم بها عهده»، يبدو الشريط أقرب إلى أن يكون فيلماً ترويجياً دعائياً، متجاهلاً الكبت السياسي والاجتماعي والديني الذي تفرضه طبيعة النظام في المملكة. وبالتالي، لا بد هنا من طرح تساؤلات تتعلّق بالصدقية والموضوعية والحرفية التي شُغل بها الشريط. وربّما كان أمكنه أن يروّج للملك عبد الله بطريقة أكثر ذكاء وأقرب إلى المهنية، تبتعد عن المباشرة، وخصوصاً أن الشهادات الواردة في الشريط أدلى بها «أصدقاء» وشخصيات سياسية غير بعيدة عن المحور السعودي، إضافة إلى أمراء من الأسرة الحاكمة.
لكن الصرامي نفى هذا الأمر، مشيراً إلى أن طبيعة الفيلم «البيوغرافي» هي التي فرضت الشخصيات المشاركة، فالشريط يتناول حياة الملك الشخصية، ولا بد تالياً من أن تستند المقابلات إلى أناس عايشوا هذه المراحل معايشة وثيقة. وأوضح: «في الجانب السياسي، شارك رؤساء دول ووزراء خارجية ورؤساء حكومات. وفي الجانب الشخصي لم يكن هناك أفضل من أبناء الملك وإخوانه والمقربين منه. وشارك خبراء اقتصاديون سعوديون في الجانب الاقتصادي». لكن هل ينفي ذلك ضرورة وجود خبراء وأكاديميين متخصصين في الشؤون السعودية، من خارج المملكة، حتى لا تأتي كل «الشهادات مجروحة»؟
يُذكر أن تصوير الفيلم بدأ منذ أقل من عام وبلغت تقديرات كلفة الإنتاج حوالى خمسة ملايين دولار أميركي (إنتاج مجموعة mbc)، ومدته لا تقل عن خمس ساعات. ويعرض ملامح جديدة، تُذاع للمرة الأولى، لسيرة العاهل السعودي الإنسانية، وأبرز مواقفه السياسية، بينها قصة خلافه مع الرئيس الأميركي جورج بوش خلال شغله منصب ولي العهد، ومحاولة اغتياله، وطريقة تعامله مع الأزمة المالية التي تعرضت لها السعودية قبل سنوات. وتكشف الحلقة الأولى من الفيلم قصة الخلاف بين الرياض وواشنطن بسبب انحياز الإدارة الأميركية إلى إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية. ويقول بوش في مقابلة خاصة بالفيلم إن الملك عبد الله «ليس صديقاً فحسب، بل صديق يهمني رأيه، وأنا أحترمه جداً على رغم أننا نختلف في بعض الأحيان، إلا أنني أحترم سياسته». ويتحدث في الفيلم أيضاً: رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، وملك الأردن عبد الله الثاني، وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، والنائب سعد الحريري.

21:00 على «العربية»