تسجّل السينما العربية في هذه الدورة من مهرجان البندقية السينمائي حضوراً نوعياً ومميزاً، عبر أربعة أفلام روائية مشاركة، اثنان منها في المسابقة الرسمية، وواحد في تظاهرة «آفاق»، ورابع ضمن «أيام المخرجين». وذلك إلى جانب عشرة أفلام قصيرة تُعرض ضمن فعالية تكريمية خاصة بالسينما المغربية.في المسابقة الرسمية يعرض يوسف شاهين فيلمه «هي فوضى» الذي قرّر في اللحظة الأخيرة أن يحمل توقيعه وتوقيع «تلميذه» خالد يوسف، في إخراج مشترك، تثميناً لجهود الأخير في استكمال الفيلم بعدما وجد شاهين نفسه تحت رحمة ظروفه الصحيّة... ومن المرتقب أن يثير الفيلم الجدل بسبب جرأة مضمونه، وتصدّيه لقضايا إشكالية مثل الفساد والتسلط وعنف الشرطة في مصر. وهو الموضوع الذي أسهمت الهواتف الخلوية ومدوّنات الإنترنت في إبرازه خلال الفترة الأخيرة. فضلاً عن ذلك، بدأت المنتديات الأصولية على الإنترنت بمهاجمة الفيلم بعد ساعات من عرضه الأول في البندقية بتهمة إهانة المقدّسات الإسلامية في مشهد يقوم فيه بطل الفيلم الشرطي حاتم (خالد صالح) باغتصاب نور (منة شلبي) أمام مسجد في حي شبرا...
يشارك في المسابقة الرسمية أيضاً التونسي عبد اللطيف قشيش بفيلمه «البذرة والبغل» (بطولة صابرينة وزّاني ومصطفى عدوانية) الذي يروي قصة عائلة مهاجرة فقيرة في مرسيليا، تحلم بفتح مطعم مغاربي لتحسين أوضاعها المعيشية. وكان قشيش قد حصد أربع جوائز «سيزار» عام 2005، برائعته «المراوغة» التي صوّرت حياة أبناء المهاجرين في أحياء الضواحي الباريسية قبل أشهر من انفجار انتفاضة الضواحي الشهيرة...
في تظاهرة «آفاق» يعرض تونسي آخر هو جليل لسبر، فيلمه «24 قراراً» (بطولة لبنى الزبال وسامي بوعجيلة وبونوا ماجيمال)، ويروي المصائر المتشابكة لثلاثة شبان من أصول مختلفة يتعرفون بعضهم إلى بعض خلال رحلة ليلية مطوّلة في ريف نورماندي...
أما اللبناني فيليب عرقتنجي، فيقدّم فيلمه «تحت القنابل» في «أيام المخرجين». والفيلم في الأصل عمل تلفزيوني عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان يجمع بين التوثيق والتخييل، وتم إنتاجه من مؤسسة «كابا» الفرنسية لحساب تلفزيون Arte.
أما برنامج الأفلام القصيرة المغربية فيتضمن 10 أعمال، منها «كلاب ضالة» لياسمين قصاري و«همس النبع» لكمال بلغمي و«مكان تحت الشمس» لرشيد بوتونس.