strong>محمد عبد الرحمن
يؤكد المخرج الشاب أحمد خالد أنّه لا يبحث في شريطه «عين السمكة» عن ضجة كالتي أثيرت حول فيلمه الأول «الجنيه الخامس» قبل عامين. الفيلم الأول شريط روائي قصير يتناول العلاقات الغرامية بين الشباب في مصر، من خلال فتاة محجبة تختلس لحظات ساخنة مع صديقها في المقاعد الخلفية للحافلة العمومية يوم الجمعة. وقد صفق له النقد، وصبّت عليه الأوساط المحافظة والمؤسسات الثقافية جام غضبها يومذاك. وها هي الفضيحة بالمرصاد هذه المرّة أيضاً، أطلت برأسها حالما أعلن عن فيلمه الجديد «عين السمكة». لذا أصبح خالد متهماً بأنّه يتعمد إدخال هذه العناصر في أعماله كي يثير الجدل.
هذا السينمائي الشاب الذي تخرج من كلية الفنون الجميلة قبل ست سنوات، ينفي الاتهام جملة وتفصيلاً، مؤكداً أنّه يحاول جاهداً تقديم أفلام مختلفة... ليس بدافع الإثارة بل في خدمة مضمون مغاير وصورة سينمائية أمينة للواقع... لقد آن لنا أن نؤكد على حضورنا: إنّ مخرجي الأفلام القصيرة المستقلة في مصر، قادرون على التعبير بصدق عن مجتمعهم بعدما انغمس أصحاب الأفلام الطويلة في مستنقع السينما التجارية. ويضيف إنّه بعد «الجنيه الخامس» قرر الانتظار عامين كاملين للبحث عن فكرة جديدة بعيداً عن التابوهات التي تلفت انتباه الصحافة المحلية والمهرجانات الدولية على حد سواء: من قضايا الحجاب والخلافات المذهبية وغيرها!
يدور «عين السمكة» حول شخصية شاب يعاني أرقاً شديداً، يجعله غير قادر على التفرقة بين الحقيقة والأحلام. ويقوم الفيلم على مزج فنون بصرية، وخدع منفذة بتقنيات رقمية حديثة... كما نفّذ بعض اللقطات الفنية عن طريق المزج بين الممثلين والكمبيوتر بمشاركة فنانين من مصر والولايات المتحدة. يقول أحمد خالد: «لم أتوقع أن يُحدث الفيلم أي مشكلات، على العكس أريد أن يمر بهدوء ويحظى بأعلى نسبة مشاهدة. لهذا تقدمت لأول مسابقة لأفلام الديجيتال في مهرجان الإسكندرية الذي يقام في السابع من الشهر الجاري. لكنّني فوجئت بأنّ لجنة المشاهدة في المهرجان تحفظت على الفيلم، وطلبت حذف مشهدين... وهو ما رفضته بالطبع. هناك حالة فصام مقلقة: الأفلام الأجنبية لا تتعرض لأي حذف، بينما تطبق قواعد الرقابة المخالفة للائحة المهرجان على المخرجين المصريين، كأنها رسالة لنا بألّا نسعى إلى تقديم أي شيء مختلف». تمسك المخرج بفيلمه كاملاً، معلناً أنه كتب كل مشهد فيه عن اقتناع، ولا يقبل حذف أي تفصيل لأن العمل رؤية متكاملة. ثم عُرض في الجامعة الأميركية في القاهرة، وأجازته الرقابة المصريّة... فعادت وقبل به مهرجان الاسكندريّة!



تنطلق الدورة 23 من «مهرجان الاسكندرية» (7 ــــ 11 أيلول/ سبتمبر) من دون أي فيلم روائي طويل يمثل مصر في المسابقة الرسميّة، بسبب عجز اللجنة عن إيجاد عمل يرقى إلى المستوى المطلوب. ويعرض فيلم يوسف شاهين «هي فوضى» في ختام المهرجان، إنما خارج المسابقة طبعاً! أمّا الأفلام العربية المتسابقة، فهي: «ظلال الليل» لناصر بختي (الجزائر)،«يا له من عالم رائع» لفوزي بن سعيدي (المغرب)، «فلافل» لميشال كمون (لبنان)