خليل صويلح
في وقت أغلقت محطة «شام» مكاتبها في دمشق لتبث من القاهرة، إثر منعها من البثّ من سوريا، تسعى محطات فضائية سورية خاصة للحصول على تراخيص جديدة. وفق ما جاء في موقع «سورية الغد» فإن 14 مستثمراً تقدموا بطلبات ترخيص إلى وزارة الإعلام السورية، ولا تزال هذه الطلبات قيد الدرس بانتظار بتّها، مع العلم أن وزارة الإعلام تشترط على أي محطة فضائية خاصة ألا تكون إخبارية، وأن تعمل من المنطقة الحرة حصراً، بإشراف الوزارة والمؤسسة العامة للمناطق الحرة. ويتوقع، في حال انطلاق هذه المحطات، انتعاش الدراما السورية، إذ ستحجز ساعات أساسية من البث، وهو ما تقوم به حالياً قناة «الدنيا»، القناة الخاصة الوحيدة التي حصلت على ترخيص، لكنها لا تزال إلى اليوم في مرحلة البث التجريبي، ولم تتمكن من استقطاب المشاهد المحلي على نحو كبير، إذ تكتفي ببث مسلسلات سورية قديمة وحفلات غنائية وبرامج رياضية وأقوال الصحف، وتفتقر تماماً إلى أي إعلانات تجارية. وإذا بدأت محطات جديدة البث فعلياً، يُنتظر أن تنشأ منافسة كبيرة بين هذه المحطات، لكنّها في الوقت عينه ستحتاج إلى كوادر مهنية، هي غير متوافرة في الإعلام السوري. فقد استقطبت محطة «الدنيا» معظم كوادر التلفزيون الرسمي، الذين يفتقرون إلى المهنية التي تحقق المنافسة مع المحطات العربية المعروفة. وإن «كعكة الإعلان» ــــــ وهي السبب وراء انطلاق مثل هذه المحطات ــــــ ستخلق مشكلة حقيقية، ما دامت «المؤسسة العربية للإعلان»، الجهة الرسمية الوحيدة، تتحكم بتوزيع هذه الكعكة، وتالياً فإن الممول المقرّب ستكون من نصيبه الحصة الكبرى.
وفي غياب بند الصحافة المرئية في قانون المطبوعات السوري، سيبقى مصير هذه المحطات معلقاً في هواء المزاج الإعلامي الرسمي الذي يعمل في فضاء مغلق ومحكوم باعتبارات وقوانين صارمة.