صنعاء | حركة غير متوقعة أقدم عليها الرئيس اليمني الانتقالي عبد ربه منصور هادي بمجرد أن وطأت قدمه أرض السعودية بعد خروجه من عدن. فقد بعث هادي رسالة إلى إدارة «نايل سات» يطالبها بإغلاق القنوات اليمنية الرسمية التي تبثّ عبر قمرها الصناعي. سريعاً، تمّت الاستجابة لهذا الطلب من دون نقاش في الضوابط التي تنظّم عملية بثّ القنوات على القمر. هل تعاملت «نايل سات» مع طلب الإقفال من منطلق أنّه صادر عن رئيس دولة له حريّة التصرّف بقنوات تابعة لدولته، أم أن الموافقة نتَجت بسبب توافق الدولة المالكة للقمر (مصر) مع دول التحالف على ضرب جماعة الحوثي؟
وكانت وسائل الإعلام والفضائيات اليمنية الرسمية أي «اليمن»، «عدن»، «سبأ»، و»الإيمان» قد وقعت تحت أيدي أنصار الله منذ سيطرتهم على مفاصل صنعاء في أيلول (سبتمبر) الفائت. هذا الأمر دفع بوزيرة الإعلام في الحكومة المستقيلة إلى إعلان عدم مسؤولية الدولة عما تبثّه هذه القنوات، وضرورة التعامل مع تغريداتها على تويتر واعتبارها بيانات رسمية ناطقة باسم الرئيس. لقد ظهر عبد ربه منصور هادي كأنّه لا يمكنه أن يتناسى ما خسره. وعليه، يبدو الأمر تصفية حسابات فريدة مع جماعة تمكّنت من إزاحته عن كرسي القيادة، وإعاقة حركته داخل قصره الرئاسي.

أغلقت إدارة
«نايل سات» القنوات الرسمية
كما أنّ إعلان رغبته في إغلاق تلك القنوات الرسمية أتى قبل العدوان السعودي على الأراضي اليمنية التي يعتبر رئيساً لها. لكن هذا العدوان لم يكن ليحدث لو لم يبعث هو شخصياً رسالة إلى السعوديين بضرورة التدخّل العسكري لإزاحة جماعة أنصار الله عن الأماكن التي صارت تحت سيطرتهم. بمعنى أن عملية إغلاق القنوات الأربع هو إقفال مؤكّد لنقاط تواصل إعلامية يمكن لجماعة الحوثي استخدامها بعد انطلاق العدوان وخلاله. على هذا، يبدو الحوثيون بلا سند إعلامي أو ناطق يمكنهم من تقديم صورة مختلفة عما يجري على الأرض أثناء العدوان. لا يمكن هنا الركون إلى حقيقة امتلاك الجماعة لقناة «المسيرة» الفضائية التي تبثّ من بيروت، وتعتبر القناة الرسمية لهم والمتحدثة باسمهم، علماً بأنّ تصريحاً صدر قبل يومين على قناة «العربية» بلسان سعودي يقول بأنّهم يسعون بشكل جدي إلى إغلاق «المسيرة» أيضاً باعتبارها «قناة فتنة». وعليه، يبدو أن الرئيس هادي يريد إسكات كل وسائل الإعلام المناوئة للعدوان، بغية احتكار صوته وإظهار الصورة التي يريد هو فقط إظهارها.