القاهرة | رحل صباح أمس المونولوجبست الشهير حمادة سلطان صاحب ألبوم «آخر نكتة» عن عمر ناهز الـ 74 عاماً، بعد رحلة طويلة مع المرض. عانى الراحل من أمراض عدّة منها السكري والضغط، في الوقت الذي تخلّت عنه النقابات الفنية وأصبح يشكو منها للجميع، إلى درجة أنّه طلب في أحد لقاءاته الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخّل لعلاجه على نفقة الدولة. منذ مطلع آذار (مارس) والمونولوجيست الراحل يعالج داخل «مستشفى الجلاء العسكري»، بعد تعرّضه لكسر في إحدى قدميه، إلى أن وافته المنية صباح أمس.
وكان آخر ظهور لسلطان في برنامج «صاحبة السعادة» (قناة cbc) مع إسعاد يونس في حلقة حملت عنوان «سمعت آخر نكتة». في هذه الحلقة، تحدّث الفنان عن مسيرته، وكيفية اعتماده مطرباً في الإذاعة والتلفزيون، وتغيير مساره من مطرب إلى مونولوجيست في وقت كان يغنّي فيه عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش. وأكّد خلال اللقاء أنه بحث عن سكة «النكتة» السريعة، مما جعل الجمهور لا يتقبّلها في البداية بسبب سرعتها قبل أن تلقى نجاحاً كبيراً. وخلال اللقاء الأخير، قال الراحل أنه لقّب بـ «صاروخ النكتة» أثناء فترة الحرب على الكيان الصهيوني فى الستينيات. وقال حمادة إن «لغة الشارع المصري والعربي كانت لغة الحرب، والمرادفات التي كان يستخدمها المصريون كان أغلبها يتعلّق بالحرب ومعداتها، ولقُب وقتها بأكثر من لقب منها «صاروخ النكتة» و «رشاش النكتة»». وكشف أنه حصل على اسم «سلطان» من البرنامج الإذاعي القديم «ساعة لقلبك» حين لعب الدور الإذاعي لإبن شخصية «سلطان الجزّار» ضمن أحداث المسلسل. وحمادة سلطان لمن لا يعرفه، اسمه الحقيقي محمد محمد عبد الغالي من مواليد آب (أغسطس) العام 1941. تعود أصوله إلى محافظة أسوان (جنوب مصر). هاجر والده إلى القاهرة أثناء الحرب العالمية الأولى، ومكث وتربّى في شبرا (أكبر أحياء القاهرة)، وتبنّاه علي فايز زغلول أحد مؤسسي الإذاعة المصرية، ورشحه للظهور في حفلات «أضواء المدينة». دخل مسابقة للهواة عام 1955 للظهور في حفلة «أضواء المدينة»، وكان أصغر هاو في مصر وفق ما قال في لقائه التلفزيوني الأخير. وخلال الفترة من العام 1967 إلى العام 1973، استطاع أن يكوّن قاعدة جماهيرية عريضة. ومع تقدّمه في العمر ظل طريح الفراش حتى وفاته.