strong>بشير صفير
«عندما تحضر الموسيقى، تحتضر الكلمة» يقول الحاج محمد كوثراني، مسؤول في وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله في معرض تقديمه «حفيف»، معيداً إلى الأذهان مبدعين كثراً ردّدوا هذه العبارة أوّلهم موزار. «حفيف» كانت عنوان التحية الموسيقية التي وجّهها «حزب الله» إلى لبنان والشهداء ورجال المقاومة وأهلها، عبر حفلة قدّمتها «أوركسترا شمس الحرية» في الأونيسكو أول من أمس. علاقة حزب الله بالموسيقى لا يمكن اختصارها ببضعة أسطر، بل تحتاج إلى شرح دقيق لمراحل التطور التي مرّت بها من الناحية الفنية أو الشرعية، والتحليل والتحريم والاجتهاد. هناك ثلاث مراحل مفصلية في علاقة الحزب بالموسيقى. المرحلة الأولى هي مرحلة الندبيّات (أو القصيدة اللطمية) التي تستعيد رواية استشهاد الإمام الحسين وبدأت مع تأسيس الحزب. تليها مرحلة النشيد مطلع التسعينيات، حين دخلت الموسيقى بحذر إلى طريقة أداء المنشِد والجملة الموسيقية والآلات المستخدمة. أما المرحلة الثالثة والمفصلية، فتتمثل في تأسيس وحدة الأنشطة الإعلامية في الحزب عام 2003 بفروع وأقسام عدة بينها فرع «الموسيقى والإنشاد» الذي أطلق بدوره «أوركسترا شمس الحرية».
تضمّ الأوركسترا عائلات الآلات الموسيقية جميعها بنماذج مختصرة. لذا هي أكبر من أوركسترا الحجرة، وأصغر من الأوركسترا السيمفونية. وقد تمت الاستعانة استثنائياً في حفلة الاونيسكو بموسيقيين من لبنان والعالم، بعضهم عضو في الأوركسترا الوطنية اللبنانية، وبعضهم مستقلّ. كذلك ضمت كورالاً من 18 منشداً. استهلت الأوركسترا الحفلة بالنشيد الوطني اللبناني، فنشيد حزب الله، غناهما مايك حرّو بتوزيع جديد. وتوالت الأناشيد مع «سيد شهداء المقاومة»، وهو تحية الى السيد عباس الموسوي من تأليف «فرقة الولاية» وكلمات أنور نجم وتوزيع مايك حرو. تخلّله توافق جمل جميلة بين أعضاء الكورال الذي انقسم الى صوتين، اضافة الى حوار هادئ بين البيانو والتشيلّو وانفراد لافت للهوبوا.... تلته مقطوعة من كلاسيكيات الموسيقى بعنوان «الخالدون» لكلود أوجيه، فأخرى بعنوان «شمس» هي تحيّة الى آيه الله الخامنئي، وهي من المحطات الأكثر تنوعاً لناحية تغيير المقام والإيقاع.