طُوي النقاش عن كيفية تطور الروبوتات، وتكاد تختفي أصوات العلماء الذين يتخوفون من سيطرة الرجال الآليين على حياة الإنسان. ويبدو أن عنواناً آخر سيفرض نفسه على النقاشات في الأوساط العلمية الدولية، أي إننا سنسمع قريباً بجمعيات تطالب بمعاهدات دولية تكرس حقوق الروبوتات. صحيفة «لوموند» الفرنسية نشرت أخيراً مقالاً بعنوان: «الروبوتات، هل ستتمتع بحقوق لها؟»، وتستعيد الصحيفة الفرنسية بذلك «اقتراح نقاش» طرح في بريطانيا العام الماضي، إذ قدم مهتمون دراسة للحكومة البريطانية تتناول 250 بنداً عن مستقبل الروبوتات وحقوقها.
أحد البنود عنوانه: «أحلام يوتوبية أو أفضل الآلات»، في هذا الإطار يطرح متخصصون أسئلة تركز على «ما الذي يمكننا أن نقدمه للروبوتات مكافأةً لها مع تطور ذكائها الاصطناعي؟»، وجاء في الدراسة أن تطوير الرجال (وربما السيدات) الآليين سيسهم في زيادة قوة العمل، أي زيادة الإنتاج وتدعيم الاقتصاد، لذلك يجب أن تُكافأ الروبوتات لمجهودها، ومن المكافآت المقترحة الإقرار بتقديمات اجتماعية تُسهم في المحافظة عليها وبمتابعة مدى جهوزية «أعضاء» كل روبوت.
ويرى بعض المتابعين لشؤون التكنولوجيا أن ولادة الروبوت «HRP ـــــ3» في اليابان في 22 حزيران الماضي، عززت الرغبة في التفكير في حقوق الروبوتات، فالروبوت الياباني هو أيضاً من فئة Humanoide (أي إنه شبيه بالإنسان). هذا الربوت باللونين الأبيض والأسود، طوله 160 سنتم ووزنه 80 كيلوغراماً، ويقول عنه مصنّعوه «إنه قادر على تطوير نفسه»، ويتنقل في الطرقات الوعرة، كما أنه قادر على المشي لساعتين دون توقف. ومن خصائص الروبوت الحديث الولادة أنه يساعد الإنسان على حمل ألواح ثقيلة، ويقود آلات تنقل متنوعة. وهو لا يتعب ولا يتذمر ولا يحتاج إلى صيانة، ومن المتوقع أن يُعرض في الأسواق العالمية عام 2010». أيرون أدسينغر من المعهد الأميركي للأبحاث، وهو منكب منذ ثلاثة أشهر على اختراع الروبوت الهجين «دومو» الذي سيولد من خلال «تزويج» روبوتين هما «كيمست» و«كوغ»، الأول متخصص في وسائل التواصل مع الإنسان، والثاني مخصص للتحكم ببعض الآلات والأغراض، ومن المتوقع أن يحمل «دومو» خصائص هذين الروبوتين.
الورشة التي يطلقها أدسينغر ليست فريدة في عالم التكنولوجيا اليوم، فبيل غيتس (صاحب ومؤسس شركة «مايكروسوفت») لفت إلى أن ثمة ورشة عالمية لإطلاق المزيد من الروبوتات، كما توقع أن يحتل الروبوت قريباً المكانة التي يحتلها الكمبيوتر حالياً في حياة البشر. وتشكل مصانع اليابان دليلاً على صحة أقوال غايتس، ففي مختبراتها يجري الإعداد اليوم لعشرات الرجال الآليين. وقد بات اليابانيون يرون أن الروبوت جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية.
وتقوم لجنة وزارية في اليابان بكتابة نص أو إرشادات عن الطرق الأكثر أمناً في استخدام الروبوتات، ويقصد هنا «أمن الروبوتات» نفسها، ومن المتوقع أن تصدر كوريا الجنوبية «الوثيقة الأخلاقية المتعلقة بالروبوتات» العام الجاري، ومن بنودها «يجب على الروبوتات ألا تهاجم البشر وألاّ تسمح للإنسان بأن يسيء استخدامها».