خالد صاغية
«سقط سبعة وأربعون شهيداً و310 جرحى من المدنيّين الشيوخ والأطفال والنساء والشباب»... هذه هي الحصيلة التي أعلنها ممثّل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي خلال مؤتمر المتسوّلين المحترفين في السرايا الحكومية. يمكن أن يضاف إلى هذه الأرقام عدد من المفقودين الذين ربّما كانوا لا يزالون تحت أنقاض مخيّم نهر البارد.
جاء هذا الإعلان بعدما أكّد الرئيس فؤاد السنيورة أنّ الحكومة مع الجيش اللبناني «وضعت نصب أعينها احترام الموجبات الأخلاقية، وتحديداً سلامة المدنيين الأبرياء». وقد اتخذت الحكومة والجيش، وفقاً للسنيورة، «كل الإجراءات الضامنة لهذه المعايير الأخلاقية والإنسانية».
لذلك جهد زكي، ممثّل المنظّمة التي لم يعد معروفاً ماذا تريد أن تحرّر، من أجل التخفيف من وطأة الخسارة، وخصوصاً أنّه قام «بناءً على تعليمات الرئيس محمود عباس باعتمادهم (ضحايا نهر البارد) شهداء في سجلّ الخالدين لمنظمة التحرير الفلسطينية». أي إنّهم «يتقاضون مساعدات شهرية لعائلاتهم». إذاً، إعلان شهادة، فسجلّ خلود، فمساعدات.
أمّا بخصوص الجرحى الذين أصيبوا وفقاً لـ«المعايير الأخلاقية والإنسانية»، فقد قام زكي بتقديم «مساعدات عاجلة وطارئة لكلّ أسرة شهيد وجريح». وقد بلغت الخفّة حدّاً دفع زكي إلى القول، مباشرة بعد حديثه عن القتلى والجرحى الفلسطينيين، «وفي هذا المجال لا بد من توجيه التحية إلى شهداء الجيش اللبناني الوطني الذي نعتز به وبتضحياته».
في هذا المجال؟ أيّ مجال يا ذكي؟