محمد عبد الرحمن
بعد إعلان حال الطوارئ بصعوبة تسويق الدراما السورية لموسم رمضان الحالي، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد توجيهاً إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بشراء حقوق بث نحو 27 عملاً درامياً من الإنتاج المحلي. وذلك لدعم صناعة الدراما السورية. وسيعرض التلفزيون السوري هذه الأعمال خلال شهر رمضان على شاشاته الثلاث. ويأتي هذا القرار ضمن حماية الإنتاج الوطني وتقديراً لقيمته الثقافية والحضارية.
كما أعلنت محطة «الدنيا»، وهي أول فضائية سورية خاصة، عرض أربعة مسلسلات سورية بينها «سقف العالم» و«ظل امرأة» و«على حافة الهاوية».
ولعلّ أبرز أعمال هذا الموسم، مسلسل «رسائل الحب والحرب» للكاتبة ريم حنا والمخرج باسل الخطيب (إنتاج سوريا الدولية). يرصد العمل الحقبة الممتدة من أواخر السبعينيات، مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان ومجازر صبرا وشاتيلا (1982)، وانتهاءً بحرب تموز الأخيرة على لبنان. وفي إطار الأعمال التي تتناول البيئة الشامية، سيُعرض الجزء الثاني من «باب الحارة»، و«جرن الشاويش» للمخرج هشام شربتجي (إنتاج شركة الشرق). يستعيد العمل مرحلة ما بعد معركة ميسلون ودخول الجنرال الفرنسي غورو إلى دمشق، ووضع سوريا تحت الانتداب. كما يطل ياسر العظمة بعيداً من «مرايا» في مسلسل بعنوان «رجل الأحلام»، إخراج رشا شربتجي وسيف الدين سبيعي. يعيش ياسر العظمة أحلام يقظة، تعرضه للمتاعب، فيعود إلى مهنته الأساسية في تصليح الأدوات الكهربائية. أما «رجل الانقلابات» إخراج سامي جنادي، فهو كوميديا سوداء من بطولة أيمن زيدان، تجري أحداثها، منتصف خمسينيات القرن المنصرم، في بلدة نائية. إذ ينتهي في السجن إثر شائعة عن محاولته القيام بانقلاب ضد السلطة. ويكتفي التلفزيون السوري بعرض عمل واحد من إنتاجه هو «أشياء تشبه الحب»، تأليف عبد المجيد حيدر، وإخراج عبد الغني بلاط. ويطرح العمل مجموعة قصص عن الحب تنتهي بخيبة أمل.




ماسبيرو... لا يتحدّى الملل!

نجمةٌ كبيرة تقبع لساعات في مكتب وزير الإعلام، وأخرى تبكي على الهاتف، وممثل معروف يضغط بقوة كي يفوز مسلسله بتوقيت عرض مميز... هذه العناوين كانت تنتشر في الصحافة المصرية قبل شهر رمضان، في السنوات القليلة الماضية. يومها، كان النجوم والمنتجون ما زالوا مقتنعين بأن الجمهور المصري، حتى لو انصرف طيلة العام إلى الفضائيات، سيعود إلى شاشته الأرضية في الشهر الفضيل... على الأقل لأنّها تطلق مدفع الإفطار بتوقيت القاهرة. وليس معقولاً مثلاً أن يفطر المصريون، وهم يشاهدون «طاش ما طاش» على mbc! لكن إدارة التلفزيون المصري نجحت، بامتياز، في تقليل اهتمام النجوم بعرض مسلسلاتهم على شاشتها. وبعد سجالات متواصلة، انتهت بتأليف لجنة مشاهدة، بإشراف وزير الإعلام أنس الفقي، لاختيار أفضل عشرة مسلسلات لعرضها على شاشتي الأولى والثانية، سرعان ما خيّبت اللجنة الآمال. وذلك بعدما تأكدت الصحافة من أنها اللجنة «صورية»، قراراتها قابلة للنقض. وبدأت تتسرّب أخبار عن اعتماد مسلسلات معينة، ثم عرض غيرها على الشاشة، وتجاهل كل عمل يثير الضجة، تفادياً لـ «وجع الدماغ»، فغابت «بنت من شبرا» و«العندليب» و«السندريلا»... وحضرت أعمال لم ترحب بها الفضائيات. هكذا بات «ماسبيرو» (التلفزيون الرسمي المصري) المنقذ الوحيد للأعمال الباهتة، ما دفع بفنانين إلى الإعلان أنهم لن ينتظروا لجنة «ماسبيرو» بعد اليوم... إذ أصابهم الملل ولمسوا نجاح أعمالهم بعيداً من التلفزيون الرسمي. ووصل الصدام إلى ذروته هذا العام، عندما أعلن المنتج أحمد الجابري أنه لن يتقدم إلى لجنة المشاهدة بمسلسل «أولاد الليل»، تم استبعاد «حدائق الشيطان» العام الماضي، رغم موافقة اللجنة عليه. وأدى الجدل المثار حول لجنة المشاهدة إلى إعلان خريطة 2007، وفق شروط تضمن صمت الكبار. ووافقت اللجنة على عرض أعمال عمر الشريف ويسرا ويحيى الفخراني وحسين فهمي ونور الشريف وإلهام شاهين ونادية الجندي...