بيار أبي صعب
إنه حيوان برمائي، يشبه الحرباء، لكنّه يفوقها حجماً، ويتميّز عنها بذيله المفلطح العريض في آخره. له أربع قوائم صغيرة، لكنه يعتمد أكثر على تحريك جذعه كي يتقدّم. السمندل معروف بخموله في النهار. في الصين يستخرجون منه منتجات صحية وتجميلية، وعقاقير لمعالجة الملاريا والألزهايمر والسرطان. ورد ذكره في الأساطير القديمة، وقد سمّاه الاغريق «حرباء النار» لقدرته الخارقة على تحمل النار، ويقال إنّه يستطيع أن يمشي على الجمر. جلده ناعم لزج. صامت تماماً، قد تمر بقربه فلا تراه، لكن لو رأيته فستكون البهجة من نصيبك، بسبب ألوانه الزاهية أغلب الأحيان.
وفي بيروت يولد «السمندل» من جديد، على شكل مجلّة طليعيّة، فريدة من نوعها حالياً في العالم العربي (www.samandal.net). مجلّة ـــــ لم يحدد بعد إيقاع صدورها الدوري ـــــ متخصصة في القصص المصوّرة. تشرع صفحاتها للتجارب الغرافيكيّة والبصريّة. نحن هنا أبعد ما نكون عن «الكاريكاتور» طبعاً، بمعناه المستهلك في الصحافة السياسية، وأبعد ما نكون عن الشرائط المصوّرة ذات الألوان الفاقعة التي أرهقت طفولتنا بعظاتها الاخلاقية والتاريخية والقومية. هذا المنبر الذي أطلقته حفنة من الفنانين اللبنانيين الشباب (حاتم إمام، عمر خوري، طارق نبعة، لينا مرهج، فادي باقي) متخصص بالتجارب التصويريّة المغايرة الآتية من كل جهات العالم، بالعربية والفرنسية والانكليزيّة... رهانه إعادة الاعتبار إلى الرسم السردي، أو السرد التصويري، كفنّ قائم بذاته. فنّ للراشدين، يأخذ نفسه على محمل الجد، من دون أية دونيّة أو تبعيّة تجاه «الفنون المكرّسة».
هذا المساء، يلتقي أصدقاء «السمندل» ــــ مجلة للقصص المصوّرة، للاحتفال بالولادة في إحدى حانات الجمّيزة (961 Bar). نسخة مجانية من العدد صفر، لكل مشارك من قرّاء «الأخبار»!