خالد صاغية
لا شكّ في أنّ نسيب لحود هو أحد أكثر رجالات 14 آذار أهليّة لمنصب رئاسة الجمهورية. ولا شكّ في أنّ البرنامج الذي طرحه أمس، كما تاريخه السياسي، يحمل العديد من النقاط المضيئة. لكنّ الانقسام الحاصل حالياً، في حال استمراره بعد الانتخابات الرئاسيّة، كفيل بإطاحة أيّ برنامج، مهما علا شأنه. ستذهب البرامج، كلّها، كما يقال، «فرق عملة».
لذلك، لم يكن موفّقاً مرشّح الأكثرية حين أجاب عن أحد الأسئلة بقوله: «إنّ قوى 14 آذار مصرّة على مرشّح من ضمن فريقها لأنّه يملك رؤية ليست فئوية، بل تستوعب جميع اللبنانيين». هذه الإجابة توحي بأنّ صاحبها يعتبر أنّ أيّ مرشّح من خارج قوى 14 آذار لا يمكن أن يملك رؤية غير فئوية. وهذا المنطق ليس جديداً. إنّه المنطق الذي تعاطت به قوى 14 آذار منذ انطلاقة حركتها.
فهذه القوى لا تستطيع أن تنظر إلى نفسها كفريق لبناني. إنّها، كما ترى نفسها، الفريق اللبناني. وكلّ من هو خارج عنها فئوي، انقلابي، أو عميل، وفي أحسن الأحوال يمثّل اعتراضاً، وإن كان جدياً، إلا أنّه يظلّ اعتراضاً على المشروع الوحدوي الوحيد الموجود في البلد.
لا يمكن لرئيس الجمهورية المقبل، حتّى لو جاء من صفوف 14 آذار، أن يستمرّ في هذا المنطق. فهذا المنطق الوحدويّ في الظاهر يعيد تقسيم اللبنانيين إلى فريقين، يملك أحدهما نظرة إلى البلاد، فيما لا يملك الآخر إلا قدرته على التعطيل.