تونس ــ حسان طاهري
من منّا لم يسمع بـ«مهرجان المدينة» الذي تحتضنه العاصمة التونسية كل عام، خلال الموسم الرمضاني؟ طوال ربع قرن قدّم هذا الموعد الراقي الذي يتّخذ من بيوت المدينة القديمة إطاراً له، مختلف التيارات الموسيقية: من الطقوس الصوفية إلى... موسيقى الجاز. وقد حافظ المهرجان العريق الذي يحتفل في الـ20 من الشهر الحالي بيوبيله الفضي، على خصوصيّته «الطربية» في الدرجة الأولى. وازدادت أهميته في العقد الأخير، حتى بات ينافس «مهرجان قرطاج». وتقام عادةً فعاليات في فضاءات مختلفة، معظمها في المدينة العتيقة في العاصمة التونسية أو ما يعرف لدى التونسيين باسم «المدينة العربي» وهي قصر خير الدين ودار الأصرم ودار حسين وخارجها أي المسرح البلدي وقصر بلدية تونس.
المطرب التونسي لطفي بوشناق يفتتح هذا العام المهرجان الذي يستمرّ حتى 9 تشرين الأول (أكتوبر). ويستعيد بوشناق من ريبيرتواره الموسيقي القديم من أغانٍ أدّاها مطلع الثمانينيات. فيما ستشارك في العروض أصوات عربيّة وأجنبيّة مميزة، مثل الفرقة المغربية «ناس الغيوان» ( 22أيلول/سبتمبر) التي تستلهم أغانيها التراث الموسيقي المغربي الشعبي، وتعبّر عن القضايا السياسية والاجتماعيّة.
وتشارك في المهرجان أيضاً فرقة «الرشيدية» التونسية بقيادة الفنان الشاب زياد غرسة (ابن الملحن والمطرب التونسي المعروف الطاهر غرسة) الذي يقدّم الموسيقى الطربية والموشّحات. وتعرف الفرقة بتأدية «المالوف» وهو عبارة عن نصوص أدبية (شعر وموشّحات) ومقامات موسيقية ورثتها بلدان شمال أفريقيا عن الأندلس وطوّرتها. ويُتوقع أن يلاقي هذا العرض نجاحاً كبيراً على غرار ما حققّه في الدورة الأخيرة من «مهرجان قرطاج. وتقدّم المطربة التونسية نبيهة كراولي عرض «القنطرة» الذي قدّمته منذ سنوات، ولاقى نجاحاً كبيراً وكان انطلاقتها الحقيقية في مجال الفن. ويعتمد العرض الذي قدمته نبيهة كراولي مع عازف البيانو سمير الشيشتي على أداء أغان طربية مع اعتماد البيانو فقط كآلة موسيقية.
وتقدّم فرقة «العازفات» بقيادة الفنانة التونسية أمينة الصرارفي (ابنة الموسيقي التونسي الكبير قدور الصرارفي) عرض «سمادير» (29 أيلول) الذي يستعيد عمالقة الطرب التونسي. ومن حلب، تشارك فرقة «الطرب» بقيادة عمر سرميني (30 أيلول). فيما يشارك من فرنسا المغني والملحن الفرنسي جيرار لونورمان (3 و 4 تشرين الأول/ أكتوبر).
أما صفوان بهلوان، فيعود بعد غياب طويل للغناء في المهرجان (5 أكتوبر) هو الذي اشتهر في غناء التراث، وخصوصاً محمد عبد الوهاب. وتشارك التونسية ليلى حجيج في سهرة طربية (6 أكتوبر) سيغيب عنها هذه المرة مرافقها الدائم الموسيقي وعازف العود التونسي علي السريتي. وفي الليلة نفسها، يقدّم عازف الغيتار الكندي دافيد جاكس عرضاً في فضاء دار حسين بالمدينة العتيقة وتغني السورية ميادة بسيليس (7 ــــ 8 أكتوبر) في المسرح البلدي وهي مشاركتها الثالثة في المهرجان. كما تقدم مغنية الأوبريت الهنغارية انيكو نيميت عرضها في قصر خير الدين بالمدينة العتيقة بتونس.
وإضافة إلى العروض الموسيقية الطربية، يتضمن المهرجان عرضاً لمسرحية «فن» من بطولة محمد كوكة وهشام رستم ورؤوف ين يغلان وهي باللغة الفرنسية. فيما يقدّم الفنان التونسي سليم البكوش «جيناكم زيار»، وهو كناية عن فرجة يقدّم خلالها رؤية فنّية للتراث الموسيقي في الشمال الشرقي لتونس، وخصوصاً مدينة بنزرت والمناطق المجاورة لها.
أمّا ختام «مهرجان المدينة» فسيكون في «المسرح البلدي» مع أمسية يحييها عازف الكمان اللبناني جهاد عقل.