باسم الحكيم
يعود الليلة إلى شاشة «المنار»، ويعيد معه «أبو الهنا». لكن هذا المواطن البسيط لن يبقى انهزامياً، بل سيخرج عن صمته، ويواجه الظلم والفساد والخيانة. من هم ضيوف دريد لحّام هذا الموسم؟ وماذا يريد من برنامجه الجديد «نوّرتو»؟

لن يتأخر غياب دريد لحّام عن الدراما كثيراً... وإذا كان المسلسلان اللذان وعد بهما قبل نحو عام لم يجدا طريقهما إلى التنفيذ حتى اللحظة، فسيطلّ بدءاً من الليلة مذيعاً وممثلاً في آن على شاشة «المنار»، وذلك في برنامج «نوّرتو» الذي تعدّه كلّ من ليلى شمس الدين والزميلة حوراء حوماني، تحت إشراف محمد النابلسي وإنتاج حسن عبيد، وإخراج غازي أخضر (راجع البرواز).
يعيد لحّام في هذا البرنامج «أبو الهنا» إلى الأضواء... لكن الشخصية لن تعيش هذه المرّة مع أسرة، تحاول حلّ مشاكلها اليومية. إنما سيواجه مع ابنته مواقف طريفة، في اسكتشات انتقاديّة قصيرة، لا يتجاوز مدة الواحد منها الأربع دقائق، وقد صوّرت في دمشق، على أن تؤسس هذه الاسكتشات مدخلاً للنقاش الذي يطرحه البرنامج في قسمه الثاني مع ضيوف من أهل الفن والأدب، الدراما والإعلام، الثقافة والسياسة. ويكشف لحّام عن التحولات التي تشهدها شخصية أبو الهنا في إطلالته الجديدة، «هنا الشخصية بسيطة كما كانت، لكنها ليست انهزاميّة». ويعطي مثالاً حلقة يستمع فيها «أبو الهنا» إلى الأبراج، ويحاول افتعال مشكلة لينسجم يومه مع ما قاله له برجه.
يعزو غيابه عن الدراما إلى التأنّي في الاختيارات، «آخذ وقتي لانتقاء الأفضل، لأنني لا أريد عملاً يخطف من وهج النجاح الذي بنيته خلال سنين عمري». وهو يدرك أن الجمهور ما زال متلهفاً لمتابعة أعماله، لكنه يواسي نفسه والمشاهدين، بأن «رصيدي ما زال حاضراً على الشاشة الصغيرة، من أيّام الأبيض والأسود، مع «صحّ النوم» و«مقالب غوار» اللذين تستعيدهما الفضائيات العربيّة باستمرار، وتتيح للجيل الجديد التعرف إلى غوّار وحسني. أضف إلى ذلك أن هذه الأعمال، صارت من كلاسيكيات الدراما العربيّة». ولهذه الأسباب، لا يريد أن يطلّ بمسلسل في العام، «بل يكفيني أن أتحوّل إلى مقدم أعبر في برنامجي، وبشكل مباشر، عن وجهة نظري في قضايا اجتماعية وإنسانيّة مختلفة، والأهم أن أناقشها عبر قناة، تعبّر عن قناعاتي». ويشير إلى أنه يفضل تجسيد شخصية «أبو الهنا» أكثر من شخصية «غوّار»، «وإن كنت أحبّ أن أتفرج على «غوار الطوشي» أكثر». لكن لماذا غاب غوار عن الشاشة دون رجعة؟ يقول إن الناس يبحثون عن غوار أيّام زمان، غوّار المحتال وصاحب المقالب، فيما سنّي اليوم لا تناسب مثل هذه الأدوار». ويرى أن شخصيّة «أبو الهنا»، ذلك الرجل الذي تراوده أحلاماً صغيرة، لا تلبث الظروف أن تغتالها، تشبه مجتمعنا اليوم أكثر.

بين السما والأرض

قبل نحو عام، كان للحام مشاركة متواضعة في عملين دراميين كتبهما حكم البابا وأخرجهما مأمون البني هما «بين السما والأرض» و«أيام الولدنة». ويبدو أنه فقد الحماسة التي كان يتحدث فيها عن مسلسل «مواطن تحت المجهر» للكاتب مازن طه. كما خفّ الاندفاع الذي كان يتحدث فيه عن اللقاء مع جورج خباز في «سيتكوم» من إنتاج «نيولوك بروداكشن» لمصلحة LBC. ويقول: «المشروع الأول لا أعرف مصيره... وكل ما أعرفه عن الثاني أن حكم البابا، سلم خمس حلقات منه بكتابة مبدئيّة إلى الشركة المنتجة، وهو مشغول حاليّاً في الإمارات».
وفي ظلّ غيابه الدرامي، يشن دريد لحّام هجومه من جديد على الفضائيات «التي يرتفع عددها يوماً بعد يوم، ما يزيد من حاجتها إلى البرامج، فتراها تبحث عن نصوص وبرامج تستخدم لمرّة واحدة ثم ترمى في سلّة المهملات، تماماً مثل المحارم الورقية». كما يشنّ حملته المعتادة على «المذبحة الرمضانية»، «فإصرار المحطات على التنافس وجلب المسلسلات الأقوى، هو سبب تجاري، لا علاقة له بشهر رمضان ومعانيه وأخلاقياته وعاداته. كما أن التركيز على العروض في رمضان، يعود إلى ارتفاع العائد الإعلاني في هذا الشهر. لكن الواقع أن الأعمال التي تعرض خارج المذبحة الدراميّة، تجد نسبة إقبال أفضل منها في رمضان». ويوجه سهام نقده إلى مسلسلات النجوم، نافياً صحّة مقولة «الجمهور عاوز كده»، لأن المشاهد يعطي هذه الأعمال الأولوية في الحلقات الأولى، فإذا لم يجد عملاً لائقاً، انصرف عنه.

في زمن الانتصار

بعد مرور عام على برنامج «هلّ الهلال» الذي عرض في رمضان الماضي على «المنار» أيضاً، وأعدّه في وقت قياسي، نظراً لأن لبنان كان خارجاً لتوه من عدوان تموز، يجري لحّام جولة تقييمية للبرنامج. يقول: «كل واحد منّا كان يبحث عن فرصة للتعبير عن موقفه التضامني مع المقاومة بعد الانتصار الذي شرّفتنا به ورفعت رؤوسنا. وجلّ ما كان يبحث به البرنامج هو الغوص في الحديث عن الآثار الإيجابيّة للانتصار... المقاومة علّمتنا أن نثق بأنفسنا، لأن الحياة وقفة عزّ وكرامة. وقد أيقظت فينا المقاومة الإرادة. لهذا السبب تراني شاركت بكل فخر في أوبريت «نصر العرب» الذي عرضته «المنار» في ذكرى الحرب الأولى». كما ينتقد «تحميل عضو عربيّ واحد في مجلس الأمن هموم العرب، واعتقادنا بأنه قادر على أن «يشيل الزير من البير»... كفانا صمتاً، علينا نحن كشعب أن نتحرّك».
وفيما ينتظر اليوم عرض فيلم «الآباء الصغار» (من بطولته وكتابته وإخراجه)، على art سينما قريباً، يقول إن الفيلم لم يأخذ نصيبه من النجاح، نظراً لسوء توزيعه، إذ لم يعرض سوى في مصر وسوريا. ويستعيد لحام في الفيلم شخصية «عبد الودود» الذي احتفظ به في ثلاثة أفلام هي «الحدود» «كفرون» وأخيراً «الآباء الصغار». هنا الأب، وهو سائق التاكسي الليلي، مسؤول عن أبنائه الأربعة الذين حرموا عطف الأم ورعايتها، وهم بدورهم يعملون بعد انتهاء دراستهم لكي يتيحوا لأبيهم فرصة استكمال دراسته وتحقيق حلم والدتهم بأن يدرس الحقوق. كل ذلك قبل دخول خبيرة اليونسكو (تؤدي دورها الممثلة المصرية حنان ترك)، الآتية إلى سوريا في مهمة علمية. هذه الأخيرة تستأجر غرفة فى الشقة، وتسهم في نفقات الأسرة، لتنشأ بعد ذلك الصراعات بين الأبناء والخبيرة المتهمة بأنها تخطط للفوز بأبيهم.

كل ثلاثاء وسبت 22:00 على «المنار»