محمد عبدالرحمن
غيب الموت مساء الجمعة الماضية، الممثل المصري حسين الشربيني، إثر وعكة صحية، عن عمر يناهز 72 عاماً. ينتمي الشربيني إلى نوع خاص من الممثلين، ذلك النوع الذي يذكره الجمهور جيداً اسماً وشكلاً وصوتاً، وإن لم يكن يوماً بطلاً. لكنه أدى دائماً أدواراً مؤثرة، بأسلوب خاص وجذاب، جعلت تلك الشخصيات بمثابة «الدينامو الخفي» الذي يحرك باقي عناصر العمل الفني. في فيلم «جري الوحوش» مثلاً، حلّ رابعاً بعد نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز. لكنّه مثل دور محامي الحق الذي يرفع صوته بوجه الأفكار الشيطانية للنجوم الثلاثة. وفي المسلسل الكوميدي «حكايات ميذو»، استطاع أن يغير من ملامحه، من دون ماكياج خاص أو ملابس مميزة، ويقدم «الأستاذ بليغ»، المحامي النصاب الخفيف الظل. هكذا سار الشربيني في كلّ أعماله السينمائية (90 فيلماً)، إضافة إلى عشرات المسرحيات والمسلسلات. وعُرف عنه خفة الظل، الإلتزام الديني، إضافة إلى ثقافته الواسعة النابعة من دراسته لعلم الاجتماع. قبل خمس سنوات، أصيب بكسر في الحوض، فابتعد عن الفن. لكن صوته الرافض للبقاء بعيداً عن الأضواء، وصل إلى المسؤولين في وزارتي الثقافة والإعلام، فكرّموه مرتين العام الماضي: في مهرجان المسرح المصري، ومهرجان الإذاعة والتلفزيون. من أشهر أفلامه: «ضربة شمس»، «الأفوكاتو»، «أفواه وأرانب»، «الإنس والجن»، «ضحك ولعب وجد وحب»...