خالد صاغية
تجمّع أمس بعض أهالي القرى العكاريّة ومنعوا الآليّات التابعة لـ«الأونروا» من متابعة أشغالها، رفضاً لإيواء اللاجئين الفلسطينيّين النازحين عن مخيم نهر البارد والمقيمين حالياً في مخيم البداوي، في بيوت خشبيّة تُنشأ داخل الأراضي العكارية في محيط المخيّم القديم. فاللبنانيون، أبناء هذه القرى، باتوا يرون في سكان مخيّم نهر البارد سبباً في المعاناة التي تكبّدوها طيلة الأشهر الماضية.
ووفقاً لهذه الرواية، ليس الفلسطينيّون مسؤولين عن إيواء مجموعة فتح الإسلام وحسب، بل هم أيضاً من سبّبوا المصاعب الاقتصادية التي عانى منها السكان في محيط المخيّم. هكذا يدفع الفلسطينيون ثمن الانقسامات السياسية اللبنانية التي سمحت لهذه المجموعة بالتسلّح والنموّ داخل المخيّم الفلسطيني، على مرأى ومسمع أكثر من جهاز أمني لبناني. وهكذا يدفع الفلسطينيون أيضاً ثمن الخيارات السياسية لإخوانهم اللبنانيين. هؤلاء الإخوان الذين انتخبوا طوعاً من يهمّشهم اقتصادياً، ومن لا يتّسع أصلاً مشروعه الإنمائي للطبقات التي ينتمون إليها، ولا للمنطقة الشمالية المحرومة برمّتها.
لكنّ اللبنانيين، ومنذ انتهاء الحرب الأهلية، استطابوا استخدام ما يسمّونه «الفلسطيني» ككبش محرقة يحتفل اللبنانيون بقتله، كلّما تكاثرت ذنوبهم ومعاصيهم.
خلال انتخابات المتن الفرعية الأخيرة، جرت مباريات فردية في التباهي بارتكاب المجازر بحقّ «الفلسطيني». أمّا اليوم، فقد ينتقل هذا التباهي إلى الجماعات الطائفية، فتزداد حصّة كلّ منها في السلطة بقدر ما تثبت حقدها على «الفلسطيني» المرميّ على قارعة المخيّم.