«عزلة» الرواية العربية

  • 0
  • ض
  • ض

رغم صدور «غناء البطريق» بالفرنسية عن دار «آكت سود» منذ أيام، وقرب صدور روايتيه «سنة الأوتوماتيك» و«أيام زائدة» بالإنكليزية (عن دار «تليغرام» البريطانية)، إلا أنّ حسن داوود لا يعوّل كثيراً على أنّ الرواية العربية يمكن أن تخترق المجال الثقافي في البلدان التي تُترجم إلى لغاتها. ويشير إلى أن نجيب محفوظ نفسه، صاحب نوبل، لا تلقى ترجماته إقبالاً كبيراً. ويعزو ذلك إلى مستوى الكتــابة العربية التي لم تستطع أن تشكل ظاهرة متميزة ومؤثرة كما فعلت رواية أميركا اللاتينية والرواية اليابانية، وقبلهما الروايات المنشقة عن المعسكر الشيوعي. ويقول إن الرواية العربية كان يمكن أن تؤسس لوجودٍ ما لو ابتكرت عالماً سردياً يليق بالوضع العربي الفريد في مأساويته وتعقيداتـه. بالنسبة إليه، لا تزال هذه الرواية مستولدة من تيارات أدبية وترجمات بدل أن تسعى إلى إيجاد معادل لغوي وتعبيري خاص لأزمات وعوالم مجتمعاتها. من جهة أخرى، يضع داوود اللوم على الكيفية التي تُترجم بها الروايات العربية: «ثمة مسائل عديدة تؤدي دوراً في تنميط عملية الترجمة، الاختيارات الشخصية القائمة على الصدفة أو الصداقة أو العلاقات العامة، إضافة إلى ميل الغرب إلى ما يحب أن يقرأه منا، رافضاً أن أن نكون في تلك الواجهة التي يقبع فيها روائيو الصف الأول في العالم. إنّه لا يحب أن نكون تجريبين، لذلك تحظى روايات معينة بالشهرة والرواج. مثال على ذلك، رواية «عمارة يعقوبيان» التي تعود شهرتها إلى افتضاحها لمجتمع يهيمن عليه الضياع والفساد، لا إلى كونها عملاً أدبياً يستمد قوته من أدبيته. لقد سمعت من أساتذة جامعات أوروبية أنها، بحسب قيمتها الأدبية، ينبغي أن تُوضع في منطقة غير بعيدة عن الحضيض».

0 تعليق

التعليقات