باسم الحكيم
قرّرت محطة «الجديد»، في انطلاقتها الجديدة، أن تقدم برنامجاً مشتركاً مع التلفزيون الأردني. «سرقت» طوني خليفة من LBC وهرّبته إلى عمّان، فأخذت تنهمر «علينا» الجوائز. لكن هل يكفي الإنتاج المشترك لإنجاح برنامج والفوز بالمشاهد؟

في وقت لا تزال فيه بيروت ـــــ على رغم كل الظروف ـــــ تمثّل مركز استقطاب لتصوير برامج الفضائيات العربية وآخرها «قناة خمس نجوم» مع هالة سرحان، اختار تلفزيون «الجديد» وشركة «سيدر أوف أريبيا»، الهروب ببرنامج «الفرصة» إلى عمّان. ذلك «لأن الأوضاع الأمنية في لبنان، قد تحول دون مشاركة بعض الضيوف». وتجنّباً للأسوأ الذي عاد ليقضّ مضاجع اللبنانيين أول من أمس مع حادثة اغتيال النائب انطوان غانم، ولأن التلفزيون الأردني هو شريكٌ في الإنتاج، جهّز طاقم عمل مؤلّف من أردنيين ولبنانيين الديكورات في عمان، وذلك بعد وصول الفريق اللبناني إلى الأردن قبل يومين فقط من بدء التصوير، الأمر الذي لم يسمح بإجراء التدريبات اللازمة.
لذلك، ظهر البرنامج في أول أيّام رمضان، بصورة لم ترض فريق العمل والشركة المنتجة ولا القناتين الممولتين، ولا المشاهدين بطبيعة الحال. وهنا بدأت المشاكل: المنتج التنفيذي يوسف الخوري، طالب بتأجيل إطلاق «الفرصة» لأربع وعشرين ساعة لاستكمال التجهيزات والتحضيرات، وانتظار المعدات التي تعرقل وصولها من بيروت، مرّة على الحدود اللبنانيّة ـــــ السوريّة، ومرة أخرى على الحدود السوريّة ـــــ الأردنيّة بسبب الإجراءات الجمركية. إضافة إلى أن فريق العمل القادم من بيروت، تأخّر حتى صباح الأربعاء، بسبب كثافة الحجز على الطائرات المتوجهة إلى الأردن، وهو ما حال دون إجراء بروفات أوليّة تمهّد لظهور الحلقة الأولى مساء الخميس بطريقة لائقة... إلا أن القيّمين على الفضائيّة الأردنيّة وتلفزيون «الجديد»، أصرّوا على عرض البرنامج ابتداءً من الخميس، أول أيام رمضان.
هكذا، حفلت الحلقة الأولى بسيل من الأخطاء، سواء على مستوى الصوت، بعد انسحاب مهندس الصوت فجأة قبل دقائق من انطلاق الحلقة الأولى، وحلول مساعده بدلاً منه، أو على مستوى الصورة، في ظلّ غياب بعض التقنيات التصويرية المستخدمة عادة في ديكور دائري. كذلك على مستوى التواصل المفقود بين مقدمي البرنامج طوني خليفة وأسيل الخريشا. كذلك وقع بعض الإرباك لجهة التنفيذ مع المخرجة زينة صوفان التي لم تتمكن من السيطرة على كاميراتها جيّداً في غياب المعدات الضروريّة، وفي ظل فرض مخرج لبناني من تلفزيون «الجديد» مشرفاً على التنفيذ. أضف إلى ذلك الضغوط التي واجهها فريق عمل، لا يعرف أعضاؤه قدرات بعضهم بما يكفي. كذلك طغت الروح الأردنية على ديكورات الاستديو، خصوصاً في القسم المخصص لاختيار المتنافسين الثلاثة. إضافة إلى ما سبق، هناك اختلاف واضح في الصورة بين قناة «الجديد» وفضائية «الأردن»: الشاشة اللبنانية تظهر الصورة قاتمة، فيما تبدو مضيئة على الفضائية الأردنية.
وفي البرنامج، يستقبل خليفة وأسيل الخريشا في كل حلقة أحد نجوم العالم العربي، و31 مشتركاً من جنسيّات مختلفة يحتاجون إلى الفرصة. يتفاعل الضيف مع المشتركين في الاختبارات ويفوز المشترك الذي يتمتع بموهبة الإقناع بجائزة البرنامج الكبرى. وقد تم تأليف فريق عمل توزع على عدد من الدول العربيّة، لاختيار 31 مشتركاً، يحتاجون إلى فرصة لتغيير حياتهم: قد تكون بحثاً عن علاج لمرض مزمن، أو سعياً وراء تحقيق هدف يخططون له.
اليوم، بعد عرض ثماني حلقات، بدأت المعوقات التقنية تُحلّ شيئاً فشيئاً، إثر وصول المعدات اللازمة والضروريّة، وهو ما جعل الصورة تظهر أفضل. وتمكّن طاقم العمل من تأليف فريق موحّد، وتحكّمت المخرجة زينة صوفان جيّداً بلعبتها الإخراجيّة... لكن المشاكل لم تنته عند هذا الحد، إذ ظلّ التواصل بين مقدمي البرنامج مفقوداً، وبقي كل منهما يغني على ليلاه. فهل من صراع خفي بينهما؟ ينفي طوني خليفة هذا الأمر جملة وتفصيلاً، «لأنني أنا من وافق على مشاركة المذيعة الأردنية في التقديم، وأعطيتها «فرصة» أحسنت اصطيادها».
لكن هل تمكّن من الخروج من عباءة برامجه الحوارية السابقة التي تعتمد على طرح بعض الأسئلة الجريئة، خصوصاً أن ذلك برز جلياً في حلقات هيفا ونجوى فؤاد، وأخيراً روحي الصفدي الذي أصر خليفة على سؤاله تكراراً عن الأشخاص الذين أعطاهم الفرصة. وحين سمّى له مادلين طبر وكارول سماحة وفرح بسيسو، أراد خليفة تحقيق خبطة، فسأله عن الأشخاص الجاحدين الذين لم يعترفوا بالفرصة، وذلك على طريقته في برنامج «لمن يجرؤ فقط». هنا يعترض خليفة: «لو أردت البحث عن الإثارة، لفعلت ذلك في حلقة مريم نور التي لا تغادر حلقة تلفزيونيّة إلاّ بعد إثارة فضيحة وإهانة مقدم البرنامج. لذا من حقي تعليق وسام لأنني استضفت مريم نور وضبطتها لساعتين... لكن كل حوار يحمل في روحه شيئاً من «لمن يجرؤ». وهذه خدمة للصحافة التي لن تجد مادة تكتب عنها، إذا لم يتوافر هذا العنصر».
وفيما يشير خليفة إلى أن الشركة المنتجة بذلت مجهوداً كبيراً، واضطرت لتجهيز التحضيرات قبل أسابيع قليلة من حلول رمضان، يتحدث عن «إمكانات إنتاجية متواضعة، قياساً بالبرامج التي تدفع للضيوف مئة ألف دولار وأكثر». ثم يعلق: «الكرم عندنا ينصب في اتجاه آخر، نحن نهدي الجمهور كل ليلة سيارة».
ومع كل ذلك، يسجل لـ«الفرصة»، أنه يحمل معاني رمضان الإنسانية، إضافة إلى تقديم سيّارة يوميّاً للمشاهدين. والتوجه الإنساني تكرّس مع وضع رقم هاتف خاص، يستقبل الحالات الإنسانية، ومن يودّ مساعدتهم. وتمكّن البرنامج حتى اليوم من إعطاء الفرصة لمجموعة من المشتركين الذين لم يسعفهم الحظ في استكمال رحلتهم في البرنامج من خلال تبرعات المشاهدين.
يذكر أن حادثة اغتيال النائب أنطوان غانم أجلّت تقديم الحلقة مع مادونا أربعاً وعشرين ساعة، وتأجّلت بالتالي حلقة الممثل المصري أحمد بدير إلى وقت يعلن عنه لاحقاً. وفيما تحلّ الإعلامية نضال الأحمديّة ضيفة على حلقة الليلة، لم يستقر الرأي بعد على اسم ضيف حلقة يوم غد السبت. أما الأحد، فتطلّ الممثلة المصرية لبلبة.

21:45 على «الجديد» والتلفزيون الأردني




نوال العلي

لماذا تلفزيون الأردن؟

لا يزال برنامج «فرصة» الذي يبثّ على قناتي «الجديد» اللبنانية والتلفزيون الأردني، متعثراً في بداياته. ويعود ضعف إقبال الجمهور الأردني على هذه الخلطة التي يقدمها البرنامج من لقاءات مع الفنانين وعرض لبعض الحالات الإنسانية، وإدارة حوار مع الجمهور والحضور وطرح المسابقات والجوائز، إلى أن «الناس لم يفهموا طبيعة البرنامج بعد» بحسب أسيل الخريشا. إذ يبدو أن «فرصة» مسألة صعبة تحتاج إلى أكثَر من ست حلقات حتى يتم استيعابها. وقد تم الإعداد للبرنامج خلال شهر واحد، شمل الانتقال بكادر تلفزيون «الجديد» إلى الأردن والتحضير والإعداد الذي أصبح مشتركاً الآن، ولم يعد من حصة خليفة كما هي الحال دائماً، ما يصفه خليفة بأنّه «جاء على حسابه الشخصي»، عدا ضرورة مراعاة ظروف ومصلحة تلفزيونين مختلفين في المضامين والأساليب أساساً. لكن خليفة وافق على كل هذه الشروط. وهو مقتنع تماماً بأن البرنامج يسير إلى الأفضل، وتفاعل الجمهور يزيد تدريجاً، على رغم أن «الفرصة» ليست مثار حديث الصحافة الفنية. وهي صدمة للجمهور يراها خليفة «إيجابية». ويقول: «الناس عرفوا طوني المستفز والمشاكس للفنانات والفنانين، وهم يرونه الآن بصورة جديدة».
وعلى رغم ما يشاع عن خلاف بين مقدمي البرنامج، تقول الخريشة إنها «حركات متعمدة، تعطي البرنامج طابعاً خفيف الظل».
ولا شكّ في أنّ التلفزيون الأردني وجد فرصته الرمضانية الكبيرة في «فرصة»، فهو إجمالاً تلفزيون ضعيف في مضامينه ولا تشهد برامجه إقبالاً محلياً أو عربياً على العموم. وفي برنامج يتقاسمه مع «الجديد»، سيتمكّن من الترويج للمحطة الفضائية والفنان والإعلامي الأردني. لذا، لم تتوانَ إدارته عن تقديم عرضها وتسهيلاتها بهدف بث البرنامج بالاشتراك مع التلفزيون اللبناني الذي كان يسعى في البداية إلى استئجار الاستوديوهات فقط. ولو كان صوّر البرنامج في لبنان أو من دون شريك، لكان فرصة «على الطريقة اللبنانية 100 في المئة»، يقول خليفة.
وهذ الأمر ليس بجديد على التلفزيون الأردني الذي يسعى في كل رمضان إلى تقديم سهرات عربية مشتركة مع قنوات فضائية مختلفة من المغرب العربي والخليج، بهدف التواصل مع الإعلام العربي، تشير الخريشة التي ترى في ظهورها مع خليفة فرصة لها وإطلالة على الجمهور اللبناني. ويذكر أنه بعد اتفاق أولي مع قناة «ميلودي» والفضائيّة اليمنية على عرض البرنامج، توقف المشروع قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.