كان الشيخ محمد عبده (1847-1922) أول من درَّس «مقدمة» ابن خلدون في جامعة الأزهر. اقترح على طلابه آنذاك عدداً من فصول «المقدمة» التي كانت قد نُشرت في كل من مصر والشام، مع نهاية القرن التاسع عشر. بعدها استعاد خير الدين التونسي لغة ابن خلدون، وجهازه المفهومي في كتابه «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك» الصادر عام 1867. ولا بد من التذكير بأطروحة طه حسين «فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، تحليل ونقد» الصادرة بالفرنسية عام 1917، وكانت أول دراسة معاصرة تنجز حول الأثر الخلدوني. وهي الأطروحة التي ستحظى باهتمام خاص فور ترجمتها إلى العربية على يد عبد الله عنان عام 1925. وفي عام 1957، نُشرت في الولايات المتحدة أطروحة مهدي حسن «فلسفة ابن خلدون التاريخية» قبل أن تليها أطروحة أخرى للفرنسي إيف لاكوست تحت عنوان «ابن خلدون ونشأة التاريخ في العالم الثالث» (1966). محمد عابد الجابري هو الآخر اشتغل على ابن خلدون في أطروحته الجامعية «العصبية والدولة، معالم نظرية في التاريخ العربي الإسلامي» (1971)، قبل أن يلتحق به رفيقه علي أمليل الذي شكلت أطروحته «في منهجية الخطاب التاريخي عند ابن خلدون» (1977) جهداً معتبراً في تركيب المنهج الخلدوني. ولا ينبغي أن ننسى أطروحة عزيز العظمة حول «تاريخيّة ابن خلدون» التي نشرت في بريطانيا عام 1981. أما بنسالم حميش فحصل على دكتوراه دولة من جامعة السوربون عام 1987 عن أطروحة قيّمة، عاد ونشرها عن «دار الطليعة»، تحت عنوان «الخلدونية في ضوء فلسفة التاريخ».