حرب الشركات الطبية العالمية على فيروس الإيدز لن تنتهي قريباً، وقد خسرت هذه المختبرات جولة جديدة من المعركة، إذ أوقفت شركة «ميرك» الأميركية لإنتاج الأدوية والعقاقير التجارب التي كانت تجريها على لقاح (V520 ) ضد مرض نقص المناعة المكتسب (AIDS). وكان الأطباء والعلماء يعقدون آمالاً كبيرة على لقاح «ميرك» المفترض في محاربة المرض. وقد أعلن متحدث من «ميرك» أن المسؤولين عن الأعمال المخبرية في الشركة قرروا التخلي عن برنامج تجربة اللقاح بعدما ثبت عدم فاعليته، حيث إنه لم يمنع الإصابة بعدوى مرض نقص المناعة المكتسب لدى بعض المتطوعين في برنامج الاختبار من المعرضين للإصابة كالمثليين والعاملين في تجارة الجنس.
وكان عشرات المتخصصين قد عملوا لعشر سنوات في مختبرات «ميرك» لتطوير اللقاح، وفق ما جاء في موقع «بي بي سي» الإلكتروني.
وجاء قرار شركة «ميرك» بعدما وضع اللقاح موضع التجارب على البشر، فقد أطلق برنامج التجارب الدولي على اللقاح «ستيب» (step) عام 2004 بمشاركة 3000 متطوع من دول متنوعة تراوحت أعمارهم بين 18 و45 عاماً.
وقال المتحدث باسم الشركة إن 24 من مجموعة مكونة من 741 متطوعاً من جنوب أفريقيا حقنوا باللقاح، لكن ذلك لم يمنع إصابتهم في مرحلة لاحقة بفيروس الإيدز. لذلك قررت هيئة مستقلة كانت تتولى مراقبة التجارب التوقف عن تلقيح المتطوعين، قائلة إن البرنامج يسير بخطى حثيثة نحو الفشل.
ويؤكد عاملون في «ميرك» إن إدارة الشركة والعاملين فيها قدموا نصائح ومعلومات للمتطوعين ـــــ ومعظمهم من المعرضين للإصابة بالإيدز ـــــ عن سبل الوقاية من المرض.
واللقاح الذي عمل خبراء شركة «ميرك» على تطويره هو عبارة عن فيروس الزكام المحوّر بإضافة ثلاثة من جينات الإيدز إليه. وكان من المنتظر أن يؤدي تعرف أجهزة المناعة عند المتطوعين إلى بروتين فيروس الإيدز إلى تحفيزه ضد المرض، وبالتالي إلى تدمير أية خلية تحتوي على فيروس الإيدز.
«ميرك» أوقفت تجاربها، ولقاح (V520) لن ينزل إلى الأسواق، هكذا تنتهي مرحلة من الإعداد للقضاء على الإيدز، لكن محاربي هذا المرض أنهوا المرحلة بإعلان فشلهم، وتنضم الشركة الأميركية إلى شركات أخرى حاولت إنتاج لقاحات ضد الإيدز لكنها لم تفلح، وستظل محاربة فيروس الإيدز هاجس مختبرات طبية وجمعيات أهلية عالمية وحكومات بعض الدول الغنية والفقيرة.
يُذكر أن الإصابة الأولى بفيروس الإيدز اكتُشفت عام 1981، وقد وصل عدد الذين أُصيبوا به حتى يومنا هذا 40 مليون شخص، 90 في المئة منهم من دول العالم النامية. وقد قتل هذا الفيروس نحو 25 مليوناً، معظمهم من القارة الأفريقية. ورغم عشرات، بل مئات الحملات الإعلامية للتوعية على مخاطر الإيدز وكيفية الحماية منهم، وعلى رغم مشاركة مشاهير عالم الفن والرياضة في هذه الحملات، لا يزال نحو 4 ملايين شخص يصابون سنوياً بفيروس نقص المناعة المكتسب.
(الأخبار)