لا تصدقوا التلفزيون! ما يقوله رجال السياسة أمام الكاميرا ليس الحقيقة... الحقيقة في الاجتماعات المغلقة التي لا يتسرّب منها شيء. السياسة دسائس كما في مسرح شكسبير، لكن التلفزيون يحوّلها إلى استعراض. بالأمس كان الجوّ «منفرجاً» على جبهة «الاستحقاق» الرئاسي ومخاضه العسير. بقي المشهد هادئاً في الصباح على الشاشة، خلال نقل وقائع جلسة الانتخابات في مجلس النواب، وسط بيروت. غياب التوتر في أداء السياسيين، انعكس على المراسلين. ترى ما الذي يحاك في الكواليس؟ سأل المشاهد القلق وهو لا يصدّق ما يراه على الشاشة. الامتحان الأول انتهى على سلامة؟ بهذه البساطة؟«الجديد» راحت تقطع المسلسل الرمضاني لتنقل آخر المستجدات من البرلمان. أما «أل بي سي»، فأوكلت المهمة إلى وليد عبود في برنامج «نهاركم سعيد». أطلّ المراسل عبدو الحلو من أمام فندق «فينيسيا»، ليسجّل اعتراضه على عدم السماح بمحاورة النواب في مرأب الفندق... ما عدا cnn! فيما انهمكت المحطات بنقل أسماء النواب الوافدين إلى مجلس النواب: مَن حضر، مَن وقف خارجاً، ومن دخل قاعة الاجتماع. وليد عبود لم يتمكّن من إخفاء دهشته: بيار دكاش هنا، حضر الاجتماع... محمد الصفدي أيضاً! لكن «الهدوء النسبي» لم يمنع «الدوشة». هاج الصحافيون لحظة خروج فريد مكاري لإعلان البيان النيابي، أُعلن تأجيل جلسة الانتخابات الرئاسية حتى 23 تشرين الأول (أكتوبر)، وعاد التلفزيون إلى برامج رمضان. حقيقة ما يجري ليست على الشاشة.