كامل جابر
مغامرة أقدم عليها موسى طيبا ابن قانا الجنوبية متحدّياً الأقدار والعدوان وإهمال الدولة منشئاً متحفاً فنّياً في وسط البلدة يحوي لوحات ومجسّمات من أعماله ورسوماً لفنّانين عالميين. دور ثلاثة بمختلف قاعاتها في منزل العائلة، هي بتصرّف المخيّلة الفنّية لطيبا، من ديكور وهندسة وألوان حيث تكون في تغيّر دائم وفق ميول طيبا وخلاصة «وحيه» في فترة زمنية ما. ويعتمد طيبا في الديكور على الضوء والإنارة فتشكّل عنصراً أساسياً من الأعمال الفنّية وجزءاً من «الرواية» التي يريد طيبا أن يحكيها عبر أعماله.
ولكلّ قاعة في المتحف اسم ومعنى، ففي جناح خاص أنشأ «قاعة شارتر» وهي القاعة التي تضمّ أعمالاً لفنّانين عالميين مثل «مصارع الثيران» لبيكاسو وأعمالاً أخرى لسلفادور دالي كـ«الكوميديا الإلهية» وبرنار بوفيه وجورج ماتيو وهنري ماسون، وهي من ملكية صاحب المتحف. ويستغلّ طيبا كلّ «زاوية» في المنزل ـــــ المتحف فيلوّن ويرسم على زجاج النوافذ والجدران، كما يحوّل الدرج وحديقة المنزل وبعض مقتنياته كلّها الى لوحات فنّية من نوع آخر. وجديد طيبا، عمل أطلق عليه اسم «أبجدية التاريخ»؛ وهو كناية عن جدارية تربعت على الجدار الشمالي العتيق، بطول 19 متراً وارتفاع سبعة أمتار من الأكريليك المطعّم بثلاث مرايا وشجرة سرو معمّرة يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الجدارية. وقد استعان في إنجازها بـ«سقالة».
أخذ المتحف طريقه إلى التنفيذ منذ عام 2000، الى أن استكمل شكله الحالي وأصبح يضمّ أكثر من 450 عملاً. وحماسة طيبا المتزايدة دفعته أخيراً الى ابتكار طريقته الخاصّة لجذب السكّان لزيارة المتحف ولفت انتباههم الى الظواهر الفنّية، فقد نظّم منذ أسابيع يوماً خاصاً للعمّال الأجانب في البلدة حيث جال بهم في أرجاء المتحف وعرّفهم على الأعمال الموجودة.