فاطمة داوود
تقاوم الغزاة في بيروت، وتواجه المجتمع الدمشقي ببذلة رقص! أما في القاهرة، فتلهو مع «الشياطين» وتحارب الفساد... إنّها الممثلة السورية جومانة مراد التي تطل هذا المساء في الحلقة الأخيرة من «زنوبيا» على LBC، وتسافر قريباً إلى أميركا سعياً وراء العالمية

من يتابع سلسلة «حواء في التاريخ» على LBC، يلاحظ أن جومانة مراد هي الممثلة السورية الوحيدة التي استعان بها المخرج محمد رجب في خماسية «زنوبيا». أما باقي الشخصيات، فأُسندت إلى لبنانيات مثل كارول سماحة، نادين الراسي، سيرين عبد النور... ذلك أن سماحة رُشِّحت بداية لدور ملكة تدمر، ثم لعبته على خشبة المسرح مع منصور الرحباني. لذا، انتقل النصّ تلقائياً إلى جومانة مراد التي شاركت بطلةً ومنتجةً في المسلسل السوري الوحيد الذي أخرجه رجب بعنوان «انتقام الوردة».
في حديثها إلى «الأخبار»، تتحدّث مراد عن «زنوبيا» التي تختتم هذا المساء، جديدها في القاهرة ودمشق، وأخيراً حرب الشائعات.
ترفض بداية الخوض كثيراً في تفاصيل الشائعات حولها، «فلا الغرور صفة تلازمني، ولا الصحافة عدوّتي اللدودة». مع ذلك، تشير إلى خلافها مع شيماء السباعي، مذيعة قناة «العدالة» الكويتية، إثر رفض مراد إجراء حوار معها في كواليس مسلسل «ساعة عصاري»، بحجة أنّها تخاف حرق مفاجأة طلّتها في العمل. المذيعة ـــــ حسب روايتها ـــــ حاولت إقناع جومانة بأن البرنامج سيبثّ في رمضان، أي بعد بدء عرض المسلسل، إلا أنّ النجمة السورية رفضت، فاحتدّ الخلاف بينهما حتى نعتتها جومانة بالغباء، وقالت لها إنها لا تهتم بتاتاً بالإعلام المصري. وهو ما ركزت عليه شيماء السباعي في الشكوى التي رفعتها ضد مراد. أما الممثلة السورية فتوضح: «رفضتُ التصوير مع الصحافية المذكورة. وهذا حقّي. لكنني لم أهاجمها. وحالياً، يعمل المحامي عاصم قنديل على إنهاء الإجراءات القانونية لإظهار صحة أقوالي». لكنّ المشاكل لم تنحصر بهذه الحادثة، بل تفاقم الخلاف بينها وبين الممثلة والمغنية اللبنانية دوللي شاهين خلال تصوير فيلم «الشياطين». وتوضح مراد أن شاهين «تشتم كلّ الفنانات من دون أي رادع أخلاقي»!
لكنّ مراد لا تهتم اليوم إلا بالسؤال عن أصداء الأعمال التي تطلّ بها في رمضان. تؤكد الزوجة السابقة لنجدت أنزور، أنّها لعبت دور زنوبيا بإحساس، «أخذتُ منها العناد والطموح الجامح، وتقاسمتُ معها معاناة الخيانة والغدر... هي قدوة لكل امرأة ترفض الذل، ورمز لكل مواطن عربي يؤمن بدور المقاومة في محاربة الغزاة». كما تؤكد أنّها سعدت بالتعاون مع طاقم عمل لبناني، وأسهمت إلى حدّ ما في إنعاش الدراما اللبنانية وإدخالها المنافسة الرمضانية. هنا، نسألها عن المقارنة بين الدراما اللبنانية، السورية والمصرية، وخصوصاً أنّها سبقت جميع الممثلين السوريين إلى القاهرة، قبل أربع سنوات.
توضح: «يصعب الحديث عن الدراما اللبنانية، فهي ما تزال في مرحلة التطور، علماً بأن سلسلة «حواء في التاريخ» تؤكد موهبة الكاتبة كلوديا مرشيليان والقدرات التمثيلية للفنانين اللبنانيين. لكن هذه الصناعة تحتاج إلى مزيد من التقدم، حتى تجوز مقارنتها مع مسلسلات دمشق والقاهرة». أما بالنسبة إلى سوريا، فهي ترى أن الفرق بينها وبين مصر يكمن في سياسة النجم الواحد. «في مصر، يجري التركيز على النجم قبل العناصر الأخرى. أما في دمشق، فالبطولة المشتركة، ورؤية المخرج، يتحكّمان بالعمل... وشخصياً، أحسستُ بنجوميتي أكثر في مصر، وخصوصاً بعد مشاركة حسين فهمي بطولة «الشارد»».
من هنا، تعوّل مراد على اختلاف الأدوار التي تلعبها هذا الموسم: إضافة إلى زنوبيا، تجسّد في المسلسل السوري «وصمة عار» دور الطبيبة التي تقف إلى جانب والدها ضدّ شخص يحاربه بالخفاء، لتكتشف لاحقاً أن حبيبها (باسم ياخور) هو العدوّ الأول لعائلتها. هكذا تعيش صراعاً بين محبّة الأب وحبّ هذا الرجل. أما في مسلسل «سيرة الحبّ»، الذي يقدّم توليفة من حلقات متصّلة ـــــ منفصلة، فتظهر في خماسية أولى بدور راقصة استعراضية تنهي حياتها بارتداء الحجاب، ثم تلعب شخصية امرأة مطلّقة تواجه نظرات المجتمع القاسي...
لكن ما سبب تأجيل عرض المسلسل المصري «ساعة عصاري» للمخرج محمد حلمي، وقد كان مرشحاً للعرض في رمضان؟ وما حقيقة الخلافات التي نشبت خلال التصوير، واتهامها بالمزاجية؟ تجيب بعصبيّة: «لم تكن ثمّة خلافات تذكر... تأجّل التصوير مراراً، ولم نتمكن من إنهاء المشاهد كلها. العمل سيُعرض بعد رمضان على 10 محطات فضائية، بينها قناة «شام». أراهن على هذا العمل الذي كتب قصته الدكتور عمرو عبد السميع، ووضعت السيناريو ماجدة خير الله وأخرجه محمد حلمي. وشاركني البطولة أحمد خليل ونهال عنبر ومحمد وفيق وتهاني راشد ووفاء مكي ومحمد كريم». وماذا عن دورها فيه؟ «أنا في العمل ابنة فلاّح وأم ارستقراطية، أعيش تناقضات البيئتين خلال ستينيات القرن الماضي. وبعد أن يصبح والدي نائباً في المجلس النيابي، أتعرّض إلى صدمات عنيفة وأتحوّل إلى امرأة شريرة». مراد التي وطأت قدماها أرض مصر منذ أربع سنوات، لا تخشى المنافسة. فالمنتجون اختاروها لأدوار البطولة بعد أن لمع اسمها في سوريا. لذا ترفض الحديث عن نقمة الممثلين المصريين من غزو الممثلين السوريين للقاهرة. وتقول: «أنا شخصياً لقيت معاملة جيدة، والدليل أنّني أطل في عيد الفطر عبر فيلمين هما «الشياطين» و«لحظات أنوثة».
أخيراً، تدرك مراد التي تخوض أيضاً غمار الإنتاج، أنّ مهمة الإنتاج الخاصّ أصبحت صعبة اليوم في دمشق. فلا النقابة ولا الدولة تسيران وفق سياسة داعمة للأعمال الدرامية، ولا حتى المنتج قادرٌ على تحمّل هذا العبء لوحده. لذا، لم تفاجئها النتيجة التي منيت بها الدراما السورية هذا العام. إذ تطلّبت عملية الإنقاذ تدخلاً مباشراً من الرئيس السوري، وشراء المحطات السورية العديد من المسلسلات المحلية، بينما أحجمت الفضائيات العربية عن شراء هذه الأعمال من دون حجج مقنعة، ما دفع بعضهم إلى تفسيره بأنه قرار سياسي.
وإذ تقدّر جومانة مبادرة الرئيس السوري، تأمل بتغيير السياسة التسويقية كي لا تصطدم الدراما السورية في السنوات المقبلة بمشاكل أكبر.
وعن المشاريع الجديدة، تكشف فقط عن انشغالها بقراءة سيناريو خاص بفيلم سينمائي في هوليوود، لعب مكتب المقدمة التلفزيونية المصرية نشوى الرويني دور الوسيط فيه. ونشوى الرويني، مذيعة برنامج «مع نشوة» على دبي، هي صاحبة شركة «بيراميديا» للإنتاج الفني، استطاعت خلال السنوات الماضية أن تنسج علاقات قوية مع شركات الإنتاج السينمائية الكبرى في أميركا والعالم. واهتمّت باكتشاف مواهب عربية، وتعريفها على مخرجي هوليوود. هكذا شارك غسان مسعود في Kingdom of Heaven وPirates of the Caribbean. كما أطلّ خالد النبوي في Kingdom of Heaven وعمرو واكد في Syriana. ويأتي اليوم دور جومانة مراد في الفيلم الذي تتكتم على تفاصيله، ويبدأ تنفيذه العام المقبل.

«وصمة عار» 11:00 على التلفزيون السوري
«سيرة الحب» 23:30 على قناة «شام»