باسم الحكيم
لا تشبه خماسية «زنوبيا» المسلسلات التاريخيّة إلاّ لجهة مواقع التصوير الأثرية التي اختارها المخرج السوري محمد زهير رجب والجهة المنتجة «مروى غروب»، في تدمر ومناطق جبيل والبترون وبيت الدين. هنا تبدو الصورة أقرب إلى الدراما الاجتماعيّة منها إلى التاريخيّة، إذ تصور الأحداث داخل أرجاء القصر، أو بالأحرى في أماكن محدودة منه كغرفة نوم زنوبيا والبلاط الملكي وإحدى الحدائق... ينصبّ اهتمام الكاتبة كلوديا مرشليان على التوثيق للحياة الشخصية لزنوبيا، وليس كملكة على تدمر فحسب. هي هنا امرأة يتنازعها الشكّ والغيرة. وكل ذلك في وقت يتصدّى سيد الشرق (زوجها) لردّ الفرس عن بلاده ودحرهم، من دون أن نرى أي مشهد من مشاهد الحروب والانتصار التي ينتظرها المشاهد، وهذا طبعاً حصراً للنفقات.
الصورة هنا لا تتكلم. لا مكان للإبهار المشهدي أو الكرم الإنتاجي. حتى الجيوش الجرارة والجواري والحاشية والشعب اختفوا جميعاً كالسحر، أو اعتمروا طاقيات الإخفاء، على رغم أن الكومبارس لا يعدّ من الكماليات في هذا النوع من المسلسلات. كذلك الأسلحة والأحصنة والجِمال التي يبدو عددها يكفي بالكاد لمشهد واحد، وذلك بخلاف مسرحية «زنوبيا» لمنصور الرحباني التي اعتمدت على عناصر الإبهار والاستعراض قبل أي شيء آخر. في المسلسل تدور معظم الأحداث بين الملكة وزوجها أذينة (يوسف حداد)، وبينها وبين الحكيم لونجين (جوزيف بونصّار)، والجارية لميس (رانيا عيسى)، إضافة إلى بعض القادة والحرس الملكي. وهنا أيضاً، لم تذكر الكاتبة، ولو بصوت الراوي، احتمالاً يرجّح قتل زنوبيا لزوجها. وبعيداً من المشهدية، يبدو الممثلون متمكّنين من أدواتهم: جومانة مراد أدت ببراعة شخصية الملكة، وإن كانت المواصفات الشكلية لم تراع جيّداً، وخصوصاً أن المراجع التاريخيّة تؤكد أن الملكة كانت سمراء البشرة. ويبدو شادي حداد بدور وهب اللات ابن زنوبيا، مقنعاً في بعض المشاهد، ومصطنعاً في أخرى. ويسجل الأداء اللافت لطارق النيش الذي يخوض تجربته التمثيلية الثانية بعد أداء جيد في «نضال».
21:30 على LBC