أكثر ما يفاخر به عمرو ناصف هو انتماؤه الناصري، وخصوصاً أنه عضو مكتب سياسي وأمين شباب سابق في الحزب. أما علاقته بلبنان، فتعود إلى شباط (فبراير) عام 1979، «يوم دخلتُه هرباً عن طريق سوريا، لارتباطي المرضي بمنظمة التحرير الفلسطينيّة و«فتح» يومذاك». ولأن انتماءاته السياسية، تجعله «غير مرحّب به» في مصر، يزورها مرة كل شهرين، «وخصوصاً أنني أنتمي إلى صفوف المعارضة الجذرية الراديكالية لنظام الحكم هناك». ويكشف قائلاً: «تطوعت في منظمة التحرير الفلسطينيّة عام 1982، قبل أن تبدأ علاقتي المهنية مع الإعلام اللبناني، إلا أنني لم أقم في لبنان، إلاّ بعد تعاقدي مع حزب الله».يستعيد ناصف ذكريات البدايات: «أسهمت في تأسيس إذاعة «القدس» التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1983 في دمشق، ثم عدت إلى مصر بعد عام، لأبدأ علاقتي صدفةً مع مجلة «الشراع» اللبنانيّة، وكان لي الحظ بإجراء مقابلة مع الأسير الإسرائيلي من أصل مصري خازي شاي، فكان أول موضوع صحافي أكتبه في حياتي، وينشر على غلاف المجلة». في ما بعد، رأس ناصف مكاتب صحف لبنانية في القاهرة، منها: «السفير» و«النهار». كما عمل في الكتابة الساخرة، «بدأتها في مجلة «الموقف العربي» (1984)، وجريدة «صوت العرب» (1985 و1986)، ثم صحيفة «مصر الفتاة»، فـ«الأحرار» و«الأسبوع». ثمن الكتابة النقدية الساخرة، دفعه ناصف من حريته، «أدخلت إلى السجن في مصر عام 1998 إثر كتابتي سلسلة مقالات ساخرة ضمن عمود بعنوان «شر الحليم» الذي استوحيت عنوانه من حكمة «اتق شر الحليم إذا غضب». قبل ذلك، كانت بدايات هذه النوعية من الكتابات مع عمود «أي كلام»، حين كنت أعلّق على تصريحات زعماء العرب وحواراتهم، ثم «علي وعلى أعدائي» لثلاث سنوات يوميّاً. باختصار، يجد ناصف متعةً في الكتابة «حتى إذا عرفت أنك ستدفع ثمنها من حريتك». وفي الوقت الذي ينشغل فيه حاليّاً بتقديم «أيام الوعد الصادق»، ويعود قريباً إلى برنامج «ماذا بعد؟»، يواصل رحلته مع الصحافة المكتوبة من خلال جريدة «الوطن» السورية المستقلة وصحيفة «نون والقلم» المحلية.